توصف التكنولوجيا الرقمية، ولا سيما شبكة الأنترنيت، بكونها سيفا ذو حدين؛ حيث يعتبرها البعض نعمة بالنسبة للإنسانية جمعاء نظرا للإمكانيات الهائلة التي تتيحها على مستوى التواصل، التعليم، حرية التعبير، فضلا عن المستوى الاقتصادي. غير أن البعض الآخر يرى أن هذه التكنولوجيا تحمل بين ثناياها العديد من المخاطر؛ من ضمنها تلك التي تهدد نمط حياتنا و قيمنا الإجتماعية. و يبقى الأطفال هم الأكثر تعرضا لانعكاساتها السلبية باعتبارهم من الفئات الأكثر إقبالا على هذه التكنولوجيا(الجيل الرقمي)؛ فحسب تقرير لمنظمة اليونيسيف، فإن ثلث مستخدمي الأنترنيت حول العالم هم من الأطفال و المراهقين الأقل من 18 سنة.
الآثار السلبية المرتبطة بالمحتوى
من ضمن
المخاطر التي يتعرض لها الطفل و المرتبطة بالمحتوى على شبكة الأنترنيت
- صور و فيديوهات ذات طبيعة عنيفة أو جنسية؛
- محتوى يحض على التمييز العنصري؛
- محتوى يحض على الكراهية؛
- مواقع تهدد سلامة و صحة الأطفال الجسدية والنفسية (الانتحار، الإيذاء الذاتي، الامتناع عن الأكل...)
الآثار السلبية المرتبطة بالاتصال
أهم المخاطر التي تواجه
الطفل، المتعلقة بربط الإتصال مع الغرباء:
- يتعلق الأمر بغرباء راشدين يبحثون عن ربط علاقات غير لائقة، أو ممارسة الجنس مع الأطفال (البيدوفيليا)؛
- استقطاب الأطفال إلى الفكر المتطرف(ديني أو سياسي، أو إقناعهم بارتكاب أفعال إجرامية...
الآثار السلبية المرتبطة بالسلوكات
من الآثار السلبية
ذات الصلة بسلوكات الأطفال، سواء كانوا ضحايا أ أو يتحولون إلى فاعلين:
- أطفال يمارسون التنمر الإلكتروني ضد الأقران، أو يبثون الإشاعات الكاذبة والأقوال المغرضة ضد خصومهم؛
- أطفال ينشرون رسائل تتضمن خطاب الكراهية و العنصرية ضد الآخرين؛
- أطفال ينشرون صور غير لائقة لأشخاص آخرين قصد تشويه سمعتهم، أو ابتزازهم...
الآثار السلبية المرتبطة بالعلاقة بين الأطفال والآباء
قاربت مجموعة من الدراسات الانعكاسات السيئة للتكنولوجيا
الرقمية على العلاقات بين الأطفال و آبائهم:
- أضحت هذه التكنولوجيا مصدر قلق و توتر بالنسبة للآباء جراء ما يعيشونه من حيرة بين الرغبة في توفير كل الوسائل التي يمكن أن تساعد أبناءهم على (التفتح) و التحصيل الدراسي و الارتقاء بمستواهم المعرفي و الثقافي، والخشية أن يركز الأبناء في استخدام هذه التكنولوجيا فقط في مجال الترفيه و اللعب والتواصل مع الغير أو في مجالات أخرى أكثر خطورة (العنف، الجنس...)؛
- تصطدم رغبة الآباء في ممارسة دورهم التربوي من خلال القيام بمهمة الرقابة على مستوى المحتوى والمضامين وتحديد المدة الزمنية لاستخدام هذه التكنولوجيا، و بين رغبة الطفل (خاصة في مرحلة المراهقة) في فك الارتباط من رقابة الوالدين و ممارسة حريته المطلقة في الإطلاع على ما شاء من محتويات و ربط علاقات افتراضية مع جماعة من الأصدقاء دون قيود، حينها قد تكون معايير وقيم هذه الجماعة مختلفة عن تلك السائدة داخل الأسرة. هذه الوضعية تنتج عنها مفاوضات و نقاش محتدم بين الآباء و الأطفال قد يتطور إلى سوء فهم و توتر في العلاقات بينهم.
الآثار السلبية المرتبطة بالصحة الجسدية و النفسية
يتعرض
الأطفال عند استخدامهم للتكنولوجيا الرقمية لمدة طويلة قد تبلغ مستوى الإدمان، إلى
مخاطر تطال صحتهم الجسدية و النفسية، من أهمها:
- على المستوى الجسدي:
ضعف
البصر
آلام
الظهر و الرقبة
السمنة
- على المستوى النفسي:
الاكتئاب
و القلق
الأرق
عديدة
هي المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال عند استخدامهم للتكنولوجيا الرقمية، مما
يستدعي اتخاذ إجراءات متنوعة؛ بعضها يتمحور حول سلوكات الأطفال و البعض الآخر حول حلول
ذات الصلة بالمجال التكنواوجي. فضلا عن ضرورة تضافر جهود الفئات و الجهات المعنية بقضايا
الطفولة(قطاعات حكومية، مجتمع مدني، أخصائيون...). ومن ضمن الإجراءات التي يمكن اقتراحها
في هذا المجال :
- إدراج التربية الرقمية في المناهج التعليمية، قصد إكساب الطفل مجموعة من المهارات والقواعد السلوكية المتعلقة بالاستخدام الآمن والتعامل مع التكنولوجيا الرقمية؛
- تركيز الأسرة والمدرسة على ترسيخ القيم النبيلة لدى الأطفال، ولاسيما تلك التي تحض على التسامح والتعايش، ورفض خطابات الكراهية، ونبذ كل أشكال التمييز العنصري والتطرف الديني والإيديولوجي؛
قيام
الجهات الأمنية المختصة بمراقبة ورصد المواقع الالكترونية التي توظف في عمليات التحرش
و الاستغلال الجنسي أو استقطاب الأطفال إلى الفكر المتطرف أو إلى ممارسة سلوكات إجرامية،
وتشديد العقوبات ضد مرتكبي هذه الأفعال...