تساهم مشاهد العنف والجنس وكذا الإشهار على وسائل
الإعلام في خداع عقول الصغار، والسيطرة على مخيلتهم، وتفاقم شعورهم بالخوف، كما
تؤثر سلبا عل تحصيلهم الدراسي ونموهم ومهاراتهم الاجتماعية، وتحفزهم على المرور
إلى الفعل الانحرافي، وتنمي فيهم ثقافة الاستهلاك. غير أنه، ثمة عدة حلول لمواجهة
هذه الآثار السلبية، من ضمنها:
إدراج مادة التربية الإعلامية في البرامج الدراسية وبرامج الأنشطة الخاصة بمؤسسات الطفولة؛ وكذلك تنظيم حملات تحسيسية من طرف المؤسسات
و الهيئات التي تعنى بقضايا الطفولة، من أجل تحذير الآباء من توظيف وسائل الإعلام
(تلفزة، انترنيت، هاتف نقال، ألعاب فيديو) كجليس ومرافق للأطفال، وإعادة الاعتبار
للدور التأطيري للوالدين؛ إلى جانب إنشاء مرصد وطني يعنى بالآثار السلبية لوسائل
الإعلام على الأطفال؛ ثم الاستفادة من البرامج و المبادرات التي تقوم بها المنظمات
الدولية المهتمة بقضايا الطفولة كاليونيسف. وأيضا من
تجارب الدول الرائدة في مجال التربية الإعلامية(مبادرة تحدي العشرة دون شاشات،
نموذجا).
مبادرة تحدي العشرة بدون شاشات
بادرت مجموعة من المدارس في كندا إلى تجريب "علاج
ثوري" للتقليص من الآثار السلبية لوسائل الإعلام، ويتعلق الأمر بتحدي العشرة
بدون شاشات؛ و هو ما يصطلح عليه باللغة الفرنسية: «Le défi de la dizaine sans écrans » (تلفزة،
حاسوب، هاتف نقال، ألعاب الفيديو...)، و كانت النتائج جد إيجابية لدرجة أن مؤسسات
تعليمية في أوربا تبنت هذا البرنامج، و الذي وصفته بعض وسائل الإعلام ببرنامج ”لعلاج
الأطفال من التسمم الإعلامي".
من نتائج هذا التحدي الذي خاضه أطفال إحدى المدارس الكندية "بصيامهم" عن استعمال جميع الشاشات لمدة عشرة أيام، ما يلي:
مبادرة تحدي العشرة بدون شاشات بالنسبة
للتلاميذ:
- 96،5% من التلاميذ شاركوا في هذا التحدي؛
- ثلثي التلاميذ التزموا بإقفال جميع الشاشات؛
- نصف الأطفال صرحوا بأنهم لاحظوا انخفاض حالات الشجار في المدرسة و البيت بنسبة 52% ؛
- الكلام الفظ و النابي تقلص بالمدرسة بنسبة 56%، و في البيت بنسبة 51%.
مبادرة تحدي العشرة بدون شاشات بالنسبة
للوالدين والأطفال:
هؤلاء لاحظوا، أن هذا البرنامج ساهم في:
- تحسين صحة ورفاهية الأطفال حسب 66% من الوالدين و 71% من الأطر التعليمية؛
- زيادة ممارسة الأنشطة الجسدية و الرياضية حسب 75% من الوالدين و 87% من الأطفال؛
- الزيادة في الزمن المخصص للقراءة بحسب نصف عدد الوالدين و الأطفال؛
- تحسن على مستوى إنجاز الفروض المنزلية حسب 28% من الوالدين، و 57% من الأطفال، و 45% من الأطر التعليمية؛
- تقليص وقت مشاهدة التلفزة بنسبة 55% للآباء و بنسبة 71% للأمهات؛
- تحسين مزاج الأطفال حسب 40% من الوالدين، 56% من الأطفال، و 66% من الأطر التعليمية؛
- زيادة الوقت الذي يقضى مع الأصدقاء (60% من الوالدين).
مبادرة تحدي العشرة بدون شاشات بالنسبة للأطر التعليمية:
هذا البرنامج مكن من:
- تقليص العنف اللفظي في القسم (41%) و في فترة الاستراحة (54%)؛
- تقليص العنف الجسدي خلال فترة الاستراحة (62%)؛
- تحسين العلاقات بين التلاميذ (59%)؛
- تحسين التركيز في القسم (58%)؛
- انفتاح المؤسسة على المحيط.
الدروس المستخلصة من مبادرة تحدي و صلتها بالبرنامج التعليمي:
- صرحت الأطر التعليمية، بأنها من خلال هذا التحدي مست 4 مجالات من التكوين الدراسي:
- الصحة و الرفاهية (78%)، العيش المشترك و المواطنة (75%)، الاعلام و التواصل (72%)، البيئة والاستهلاك (68%)، ويرى 78% من الأطر التعليمية أن الطاقات التي سخرت لهذا التحدي كانت نتائجها جد مثمرة.