تعد الرواية التي بين أيدينا من روائع الأدب العربي لكونها عالجت عدة
مواضيع حساسة أو طابوهات في المجتمع الخليجي وخصوصا الكويت مثل العنصرية، العمالة
الأجنبية و قضايا البدون. يعد الموضوع الأساسي لهذه الرواية هو البحث عن الهوية بالنسبة للشخصية
الرئيسية لكونه من زواج مختلط الجنسية ومختلط الأديان. بأسلوب سلس وبموضوعية يروي لنا الكاتب اكويتي الشاب سعود السنعوسي
من مواليد 27 مايو 1981 و الذي توج بالجائزة العالمية للرواية العربية سنة 2013 عن
نفس الرواية من بين 133 رواية مقدمة بلسان "خوسيه" كويتي الجنسية من الأب و فلبيني الملامح من الأم.
التوصيف الخارجي والداخلي للرواية
لقد استقى الكاتب سعود السنعوسي "ساق البامبو" عنوانا
لروايته، من شجرة الخيزران أو البامبو وهي شجرة تتميز بأنها تنمو في ظل ولا يجب تركها
تحت أشعة الشمس. وقد جاءت الرواية في عدد صفحات وصل 396 صفحة. عن دار النشر الدار
العربية للعلوم بتاريخ 15 مايو 2012. وقد جاءت الرواية في ست أجزاء وهي عيسى
قبل الميلاد، عيسى بعد الميلاد، عيسى التيه الأول، عيسى التيه الثاني، عيسى على
هامش الوطن، عيسى إلى الوراء يلتفت.
مضامين الرواية:
تتناول رواية ساق البامبو رحلة شاب بين الفلبين و ال كويت في صراع
للتعرف على هويته و على أين ينتمي خوسيه ميندوزا هل لوالدته الفلبينية أو ابيه ال
كويتي . ينقسم
هيكل الرواية إلى أجزاء منفصلة تفصل مراحل حياة خوسيه في نشأته في الفلبين وانتقاله
الى ال كويت. وقع راشد الطاروف في حب خادمة
منزلهم الفلبينية جوزيفين فقررا الزواج سرا الشيء الذي أثمر حملها، الشيء الذي لم
تتقبله والدة راشد حيث رفضت هذا الزواج كليا خوفا على سمعة اسم عائلة الطاروف
إضافة الى النظرة الدونية التي يرمقها المجتمع الخليجي للعاملات الأجانب لذلك قررت
نفي ابنها راشد . سرعان ما
تخلى راشد عن عائلته الصغيرة مرغما مما جعل جوزيفين تعود إلى بلدها بصحبة ابنها. نشأة خوسيه في الفلبين في أول سبعة عشر عام من حياته كان التأقلم فيها
سهلا بفضل ملاحمه رغم تلقيبه أحيانا ب "العربي"، جده ميندوزا السكير و خالته
المدمنة و الفقر الذي كان يعيشه لم يزده الا تشويقا الى ذلك البلد الذي كانت تحكي
له امه عنه والذي يتخيل له أنه أشبه بالجنة، وممنيا النفس بالذهاب هناك لرؤية أبيه.
بعد وفاة والدته يعود عيسى إلى ال كويت بمساعدة أحد أصدقاء والده ، ل
كنه يصدم لتلقيه خبر موت والده خلال غزو العراق، ليلجأ إلى جدته التي كانت سببا في
تفريق والديه و تفريقه عن بلاده، ل كن ملامحه صعبت عليه التأقلم مع مجتمع كويتي
محافظ ، كانت جدته تعامله كالخدم ل كن أخته الغير الشقيقة خولة تقبلته بصدر رحب و
سعدت بمعرفة ان لها أخا. رغم تحسن
معاملة جدته له الا أنه كان يحس بنقص ووحدة جراء عدم اعتراف العائلة بأن لها ابن
فلبيني . في
النهاية انفضح سر عائلة الطاروف فقرروا طرده من البلاد ، لم يقبل في البداية ل كنه
استسلم للأمر الواقع جراء الضغوطات المفروضة عليه خصوصا من عمته التي عرضته لظروف
قاسية بحجة أنه كان يؤثر على مقامها عند عائلة زوجها. يعود
خوسيه إلى الفلبين فيتزوج ابنة خالته ليقضي معها على عقدة الفراغ الذي استنزف
سنوات حياته ، ليحقق ما لم يتحقق له أسرة مستقرة ، ليكتشف أن رغم الدماء ال كويتية
الا أنه فلبيني المنشأ و المظهر.
يعود خوسيه إلى الفلبين فيتزوج ابنة خالته ليقضي معها على عقدة الفراغ الذي استنزف سنوات حياته ، ليحقق ما لم يتحقق له أسرة مستقرة ، ليكتشف أن رغم الدماء ال كويتية الا أنه فلبيني المنشأ و المظهر. يختتم السنعوسي الرواية بمباراة كرة قدم بين المنتخب ال كويتي ضد نظيره الفلبيني، حيث يتابع بطل الرواية المباراة بحيرة بالغة، فشعر بالحزن والحرمان حتى من أبسط حقوقه، وهو أن يحسب نفسه على طرف ما، فقد شعر بالحزن عندما سجلت ال كويت في مرمى الفلبين، وشعر بالمثل أيضا عندما سجلت الفلبين في مرمى ال كويت، كان كساق البامبو تماما بلا انتماء واضح أو هوية.