-->

القيادة.. أنواعها وأهميتها والنظريات المفسرة لها

 
لابد للمجتمعات البشرية من قيادة تنظم شؤونها وتقيم العدل بينها حتى لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حين قال عليه الصلاة والسلام: " إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم" رواه أبو داوود، قال الخطابي: إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم.
تعريف القيادة
القيادة هي: دور اجتماعي رئيسي يقوم به فرد أثناء تفاعله مع غيره من أفراد الجماعة ولابد لمن يقوم بهذا الدور من امتلاك القوة والتأثير على الآخرين لتوجيه سلوكهم نحو تحقيق أهداف الجماعة، والقيادة أيضاً سلوك يقوم به القائد للمساعدة في بلوغ أهداف الجماعة، ويمكن أن نقول بأن القيادة هي عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه هدف محدد ومخطط وذلك بتحفيزهم على العمل. 
أهمية القيادة:
  • أنها حلقة الوصول بين العاملين وبين خطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية؛ 
  • أنها البوتقة التي تنصهر داخلها كافة المفاهيم والاستراتيجيات والسياسات؛  
  • تدعيم القوى الايجابية في المؤسسة وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان؛ 
  • السيطرة على مشكلات العمل وحلها، وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء؛ 
  • تنمية وتدريب ورعاية الأفراد باعتبارهم أهم مورد للمؤسسة ، كما أن الأفراد يتخذون من القائد قدوة لهم؛ 
  • مواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة؛
  • تسهل للمؤسسة تحقيق الأهداف المرسومة.
أنواع القيادة:
هناك أنواع مختلفة من القيادة تتميز أهمها:
أولا: القيادة الاستبدادية أو الدكتاتورية: ومن مميزاتها:
1. يفرض القائد الأوامر ويلي على أعضاء الجماعة خطوات العمل ولا يمكنهم عمل أي شيء بدونه.
2. تكون السلطة والمسؤولية في يد القائد، ويضع لوحده خطة العمل وأهدافه.
3. يعاقب كيفما يرى وكما يريد
4. بعيدا عن أفراد الجماعة، أي انعدام أو قلة التفاعل الاجتماعي بين القائد والأتباع.
ثانيا: القيادة الفوضوية: وفي هدا النوع من القيادة، يترك القائد لتابعيه الحبل على الغارب، ولا يشترك معهم ولا يوجههم في العمل أو المناقشات واتحاد القرارات أو حل المشكلات، ولا يمدح العاملين ولا يدمهم، إذ ليس هناك ثواب أو عقاب.
ثالثا القيادة الديمقراطية: وهي القيادة الجماعية، ومن مميزاتها؛
1. الجماعة هي التي تتحد القرارات وليس القائد بمفرده.
2. يتم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، والقائد يقنع الأتباع أن هدا المبدأ يهمهم جميعا وليس مسالة شخصية أو تعسف.
3. يوزع القائد المسؤولية بين أفراد الجماعة، وفي مثل هده الحالة أن تغيب القائد استطاعت الجماعة أن تستمر في عملها دون تخاذل.
4. القائد يشترك في الناقشات الجماعة، ويشجع الأعضاء في مناقشاتهم.
5. القائد يشجع النقد والنقد الذاتي بينه وبين أعضاء الجماعةش.
الخصائص أو المهارات التي يتمتع بها القائد:
خصائص ذاتية "فطرية": كالتفكير والتخطيط والإبداع والقدرة على التصور؛
مهارات إنسانية "اجتماعية"  كالعلاقات والاتصال والتحفيز؛
مهارات فنية "تخصصية" كحل المشكلات واتخاذ القرارات.
نظريات القيادة:
تباينت مفاهيم القيادة وفقاً لما يؤمن به أصحاب النظريات ، فهناك من فسر القيادة على أنها مجموعة من الصفات وهناك من رأى أنها ترتبط بالعلاقات الوظيفية بين القائد وأعضاء الجماعة في مواقف معينة، وهناك من وضعها في إطار تفاعلي بين عناصر متعددة، وسنعرض بشكل موجز بعض من هذه النظريات:
أولاً: نظرية الرجل العظيم: تقوم هذه النظرية على اساس بأن القائد يولد بمواهب فذة ولا يصنع ، ويرى أصحاب هذه النظرية أن الرجال العظام يبرزون في المجتمع لما يتمتعون به من قدرات غير مألوفة وامتلاكهم مواهب عظيمة وسمات وراثية تجعل منهم قادة أيا كانت المواقف التي يواجهونها. 
ثانياً: نظرية السِمات: تقوم النظرية على أن الفرد الذي يملك مجموعة من الصفات الشخصية مثل: الذكاء والدهاء والحزم والقدرة على التعاون والحماس والشجاعة والمبادأة والقدوة الحسنة ، والمهارة اللغوية والتقدير والمسؤولية والإنجاز والقدرة على التكيف يعتبر قائداً، حيث إنه غالباً ما تكون هذه السمات ذات جذور عميقة في النفس ولا يمكن اكتسابها في فترة وجيزة من التدريب والإعداد، وعادة ما تتأثر سمات الشخصية بنمط الثقافة السائد في المجتمع.
ثالثا :النظرية الوظيفية: ينظر إلى القيادة هنا في جملتها على أنها وظيفة تنظيمية ، ويهتم أصحاب هذه النظرية بكيفية توزيع المسؤوليات والمهام القيادية التي تشمل اتخاذ القرارات والتخطيط والتوجيه والحكم والإدارة و التنسيق ، والثواب والعقاب وحل النزاعات وتكون شخصية القائد حسب هذه النظرية هي القدوة والنموذج المثالي للجماعة وهي بذلك تعكس الدور القيادي الوظيفي الذي يقوم به أي قائد فعال بغض النظر عن أسلوب القيادة الذي يتبعه.
خلاصة:
هكذا يمكن القول  بان القيادة هي عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه هدف محدد ومخطط وذلك بتحفيزهم على العمل. والقيادة مهمة جداً لحياةِ مجتمعٍ بشريٍ إذ لا بد منها حتى تترتب حياتهم ويقام العدل بينهم فهي بالغة الأهمية. وقديما قال القائد الفرنسي نابليون: (جيش من الأرانب يقوده أسد ، أفضل من جيش أسود يقوده أرنب).

قائمة المراجع 
منصة أكاديمية علم النفس، أبو عبد العزيز، بحث بموضوع القيادة في علم النفس الاجتماعي، تاريخ الزيارة 06/04/2021 21:40.
جودت بني جابر: علم النفس الاجتماعي، ط 1، مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2004.
احمد عاد اللطيف وحيد: علم النفس الاجتماعي، ط، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، بغداد،2001.


إرسال تعليق

شاركنا رأيك في الموضوع

أحدث أقدم