-->

علاج المثلية الجنسية -الوسائل والتقنيات-

 

علاج المثلية الجنسية -الوسائل والتقنيات-

ترتكز الوسائل والتقنيات الحالية على أساسيات العلاج المعرفي السلوكي من منظور دينى وروحي كالتالى:

أولا: العلاج المعرفي:

ويتلخص فى تكوين منظومة معرفية يقينية بأن هذا السلوك شاذ (أو هذه المشاعر والميول شاذة) من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية – وأنها ضد المسار الطبيعي للحياة النظيفة والسليمة – وأن هذا السلوك يمكن تغييره ببذل الجهد على الطريق الصحيح – ومن المفضل هنا أن يعرف المريض والمعالج النصوص الدينية المتصلة بذلك الموضوع حيث ستشكل هذه النصوص دفعة قوية لجهودهما معا وكذلك الأمراض التي يمكن أن تصيب الشاذ بنسبة كبيرة مقارنة بغيره – ومنها امراض فتاكة ومؤلمة ومشوهة جدا للأسف رغم عدم تركيز الإعلام عنها بصورة متعمدة

ثانيا: العلاج السلوكي:

ويتمثل في :العلاقة العلاجية، وهي المفتاح الأساسي في العلاج خاصة وأن كثير من حالات الجنسية الشاذة يكون سببها افتقاد العلاقة السوية والقوية مع الأب – وهنا يقوم المعالج بلعب دور الأب بشكل صحي وعلاجي مما يدعم التركيبة النفسية لصاحب السلوك الشاذ خاصة في المراحل الأولى للعلاج.

التعرف على عوامل الاثارة: حيث يتعاون المريض والمعالج على إحصاء عوامل الإثارة الجنسية الشاذة لدى المريض حتى يمكن التعامل معها – وذلك مثل: التواجد منفردا مع شخص ما – أو المصافحة أو الملامسة أو العناق – أو الدخول على مواقع الإنترنت الجنسية أو الشاذة – أو التخيلات المثلية.

التفادي: ويعني محاولة الشخص تفادى عوامل الاثارة الشاذة كلما أمكنه ذلك

ثالثا:العلاج التنفيرى:

وذلك في حالة وجود ارتباطات شرطية بين بعض المثيرات الشاذة وبين الشعور باللذة عند المريض أو الشاذ جنسيا، وهذه الارتباطات تعززت وتدعمت بالتكرار مع الوقت، وهذا يفسر قوتها وثباتها مع الزمن، وهنا يقوم المعالج بعكس ذلك التأثير بربط هذه الارتباطات الشرطية والمثيرة بمشاعر منفرة أو أليمة في نفس الشاذ جنسيا أو جسده (مثل إشارة كهربية على أحد أطرافه أو حقنة تثير الغثيان والقيء).

تقليل الحساسية: وذلك بالنسبة للمثيرات التي لا يمكن عمليا تفاديها حيث يقوم المعالج في هذه الحالة بتقليل الحساسية لها – وذلك مثل تعريض الشاذ لها فى ظروف مختلفة مصحوبة بتمارين استرخاء بحيث لا تستدعى الاشباع الشاذ.

رابعا: العلاج التطهيري:

وهو قريب من العلاج السلوكى ويتبع قوانينه ولكنه يزيد عليه فى ارتباطه بجانب معرفى روحى مثل التوبة – وذلك في إطار قاعدة دينية معروفة مثلا وهي “إن الحسنات يذهبن السيئات” أو تحفيزية مثل: “دع حسناتك تسابق سيئاتكوباختصار :
يقوم المعالج بطلب من المريض حين يتورط فى أى من الأفعال الشاذة أن يقوم بفعل خير مكافئ للفعل الشاذ – كأن يصوم يوما أو عدة أيام مثلا – أو يتصدق بمبلغ معين – أو يؤدى بعض النوافل بشكل منتظم... إلخ – وكلما عاود الفعل الشاذ زاد فى الأعمال التطهيرية – كما يستحب فى هذه الأفعال التطهيرية أن تتطلب جهدا ومشقة فى تنفيذها حتى تؤدى وظيفتها

خامسا: تغيير المسار:

وهذه الخطوة يجب أن يتفهمها المريض جيدا حيث يعلم بأن الغريزة الجنسية طاقة هامة فى حياته ولكن حدث أن هذه الطاقة فى ظروف تربوية معينة حفرت لها مسارا شاذا في نفسه ويجب الآن تقويمه، وقد يلاقي المريض صعوبة في البداية وخاصة في الميل نحو الجنس الآخر. لكن مع الوقت والإصرار سيتم ذلك التحول وخصوصا مع التشجيع والتعزيز النفسي له وإقدامه على الخطوية والزواج.

سادسا: المصاحبة:

وبما أن مشوار التغيير يحتاج لوقت وجهد وصبر، لذلك يجب أن يكون هناك معالج متفهم صبور يعرف طبيعة الاضطراب بواقعية ولديه قناعة لا تهتز بإمكانية التغيير. وأيضا لديه خبرات سابقة في التعامل مع الضعف البشرى وقوانين النفس والحياة وأحكام الشريعة وسنن الله فى الكون.

سابعا: السيطرة على السلوك:

نحن جميعا فى حياتنا لدينا رغبات لا نستطيع إشباعها بسبب معتقداتنا أو ظروفنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها ولهذا نصبر عليها ونضبطها. فيجب على المريض أن يرى رغبته إلى الشذوذ بهذه الرؤية على الأقل ليصبر عليها إذا اشتدت عنده وهو يعلم ما تمثله له من خطأ في حياته.

ثامنا: العلاج الدوائى:

إذ رغم أنه لا يوجد علاج دوائى خاص لحالات الشذوذ إلا أنه تم استخدام مانعات استرداد السيروتونين (اختصارا : ماس) فى بعض الحالات وأثبتت نجاحها (وكان المبرر فى استخدامها نجاحها فى السيطرة على حالات إدمان الجنس حيث تقلل من الاندفاع الغريزى) كما تم استخدام معها أو بدونها عقار الكلوميبرامين (الأنافرانيل) على قاعدة أن بعض حالات السلوك الشاذ تأخذ شكل الفعل القهرى ولذلك يصلح معها الأدوية المستخدمة فى علاج الوسواس القهرى.

 تاسعا: الدعاء:

فكلما أعيتنا الأمور وأحسسنا بالعجز لجأنا إلى الله بالدعاء (والدعاء مطلوب على كل حال) فهو قادر على كشف البلاء – كما أن الدعاء يقوي علاقتنا دوما بالله عز وجل ويقوي معيته في نفوسنا والشعور باطلاعه علينا – أيضا تلك التقوية الإيمانية تبرز لنا معنى الابتلاء والامتحان في الحياة – فليس إنسان إلا وهو مبتلى – فقد يبتلى أحدنا بحادث يجعله معاقا طيلة حياته – أو يبتلى بظلم أو سجن أو نحو ذلك من سائر الابتلاءات – وهو يعلم أنه مثاب عليها وعلى دعائه حتى لو تأخرت الإجابة – وأنه يمكنه أن يعود بعد هذا الابتلاء أقوى مما كان.

عاشرا: مجموعات المساندة:

وهي تتلخص في وجود المريض ضمن مجموعات علاجية مخصصة لمثل هذه الحالات تحت إشراف معالج متمرس – فيشجع بعضهم البعض – مع ضرورة الحفاظ على الخصوصية.

أحدا عشر: الواجبات المنزلية:

وهي واجبات مكتوبة يعهد بها المعالج للمريض لينفذها في حياته اليومية بين الجلسات العلاجية ويراجعها معه المعالج ليرى مدى نجاحه أو فشله في تطبيقها – وهدف هذه الواجبات هو نقل الخبرة العلاجية المكتسبة – سواء في الجلسات الفردية أو الجماعية إلى الحياة العامة.

اثنا عشر: التعافي من الإيذاء النفسي والجنسي:

وهذه الخطوة يحتاجها الذين تعرضوا لانتهاكات جنسية في المراحل المبكرة من حياتهم وكان لها دور في نشأة وتطور سلوكهم الجنسي المثلي – وهذا التعافي يحتاج إلى خطوات أربع (وصفتها “جوديث هيرمان” في كتابها عن (التعافي من الإيذاء النفسي) وهي: الحصول على علاقات آمنة من خلال المعالج أو أعضاء المجموعة العلاجية أو غيره

تذكر الأحداث المؤلمة في جو من الدعم النفسي والاجتماعي - النوح بمعنى إخراج المشاعر التي صاحبت الأحداث المؤلمة ولم تخرج بشكل مناسب قبل ذلك - إعادة الاتصال والتواصل بالطفل الداخلي وبالآخرين.

ثلاثة عشر: عبور الهوة نحو الجنس الآخر:

من خلال تصحيح التصورات والتوقعات عن الجنس الآخر وبداية التحرك تجاه هذا الجنس في الحياة اليومية بشكل مناسب. العلاج الهرموني و الدوائي عدم الفائدة وليس هناك من فائدة ثابتة من العلاج التحليلي الطويل والطرق الأكثر استعمالا في العلاج النفسي والتنويم والعلاج السلوكي وهذه الطرق في مجموعها تفيد حوالي 40 %من الحالات المختارة للعلاج. إن الاستجابة الأفضل من استعمال أي أسلوب عالجي تحدث في أولئك الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة والثلاثين وقد وجد الباحثون بأن إزالة الحساسية هي الطريق الأكثر فعالية من العلاج بالتكريه وفي أولئك المرضى الذين يعانون القلق يرتبط بالعالقة الجنسية مع الجنس الآخر أما طريقة التكريه فإنها تعطي نتائج أفضل من أولئك الذين هم اقل قلقا بشأن ممارستهم الجنسية ويمكن العلاج أن يتضمن الطريقتين معا فيبدأ بتطبيق التكريه ومن ثم تبدأ عملية إزالة الحساسية للعالقة الجنسية الطبيعية وخاصة التقنية التكريهية هو أن يقدم موضوع الانحراف صورة الذكر على الشاشة ثم يعطي للمشاهد عاملا حسيا مكروها إذا ما طال المريض نظرة إلى الصورة والعامل الحسي هو إعطاء عادة رجة كهربائية تشو بها سيكون مقزز للنفس ويتكرر هذا الأسلوب عدة مرات في الجلسة الواحدة وفي جلسات تالية حصل التكريه في نفس المنحرف فإن الأسلوب العلاجي يطور بحيث يتجنب المعالج إعطاء العامل المكر ه في بعض المواقف وفي اللحظة المناسبة.[1]


إقرأ أيضاً: عوامل المثلية الجنسية والنظريات المفسرة لها

ومن هنا: أنواع المثلية الجنسية وتصنيفاتها


محمد المهدي واحة النفس المطمئنة برنامج علاجى لحالات الشذوذ الجنسى [1]

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في الموضوع

أحدث أقدم