دوافع وأسباب العدوانية:
قبل الغوص في صلب موضوع دوافع وأسباب العدوانية يجذر بنا الإشارة الى ان هناك العديد من الأسباب الذي تأثر على شخصية الفرد وتدفعه الى السلوك العدواني باعتباره هو السلوك الذي ينتج عنه تخريب أو إصابات، والبعض أشار إلى أن العدوان هو استخدام القوة والعنف والهجوم، وفي الإنسان يشير إلى محأولة تدمير الغير وممتلكاته وهناك نظريات كثيرة حاولت تفسير السلوك العدواني كل نظرية تختلف على الأخرى، كون العدوان سلوك معقد شأنه شأن باقي السلوكات الإنسانية ومن بين هذه النظريات نجد:
نظرية التعلم الاجتماعي:
يرى باندورا ان السلوك العدواني سلوك الاجتماعي يتعلمه الاطفال من خلال الملاحظة نماذج العدواني عند والديهم ومعلمهم ورفقهم في المدرسة وفي الشارع وحتى النماذج التلفزيونية مما يؤدي الى تكرار طفل وقيامه في السلوكات العدوانية في كل مره يرغب فيها ويحصل على تعزيز ايجابي في فالمكافاة أو تعزيز للسلوك العدواني يسهم في نموه واستمراره.
هكذا يرى باندورا ان السلوك العدواني سلوك يتعلم الطفل عن طريق ملاحظه أو تقليد في الانسان لا يولد ولديه سلوكات عدوانية ولكن هذه السلوكات العدوانية المتعلمة يتعلمها الفرد بطريقه مشابهه لطريقه التي يتعلم بها الاشكال الاخرى من السلوك التعأون والاثار وغيرها وذلك من خلال الملاحظة وتقليد سلوك الاخرين المحيطين بالفرد في البيئة، هكذا ترى النظرية التعلم الاجتماعي ان الاطفال يتعلمون الاستجابات العدوانية من خلال الملاحظة والتقليل ومن خلال تقويم هذه الاستجابات بوصفها استجابات فعاله .
نظرية التحليل النفسي:
ترجع هذه النظرية الى فرويد الذي اشار الى ان العدوان غريزة فطرية وان الغرائز هي قوى دافعة للشخص تحدد الاتجاهات الذي يأخذه السلوك اي ان الغريزة تما التحكم للسلوك عن طريق زياده حساسيه الفرد لأنواع معينة من المثيرات وان هناك ميله فطريا لدى الافراد في الاعتداء على بعضهم وان العدوان الذي يستثار لديهم عندما يعبر عن رغبه غريزيه لدى بني البشر.
ويقول انصار هذه النظرية ان هناك قوتين غريزيتين لدى الانسان هما الجنس والسلوك العدواني ولهما تأثير اساسي على سلوك الانسان وهذه السلوك العدواني ربما ينعكس على نفسه الشخص ويسبب له الشعور بالإحباط والاندفاع نحو الانتحار ان لم يتمكن من التعبير عن ذاته والتفريغ هذا الضغط الهائل عليه.
وفي ضوء هذه النظرية بالعدوان على انه غريزة فطرية لابد من اشباعها ومحأوله تعديلها والسيطرة عليها وفي هذا الإطار يرى بعض الباحثين ان ممارسة الأنشطة الرياضية تنافسية ومشاهده المنافسات الرياضية يمكن ان تسهم في اشباع أو تعديل أو السيطرة على هذه الغريزة .
النظر الإثولوجية:
ويقصد بالايتولوجي ذلك العلم الذي يدرس انماط السلوكية السائدة بين الافراد النوع الواحد في بيئته الطبيعية ويرى اصحاب هذه النظرية ان العدوان دافع فطريه غريزي وان الانسان يولد مزودا بعدد من الغرائز تدفعه للقيام بالسلوك معين من اجل اشباعها وان هدف العدوان تصريف الطاقة العدوانية الموجودة لدى الفرد وتحريرها حتى يشعر الانسان بالراحة حيث يرى lorenez ان الانسان هو نتاج الاف السنين من التطور البيولوجي وان تمت نزع عدوانيه فطريه للسلوك العدواني لدى الكائنات الحيه من بين الانسان مما ساعد على بقائه وقد حدد لورنز وظيفه السلوك العدواني بما يلي:
1. الدفاع عن المجال الحيوي.
2. البحث عن الغذاء.
3. المكانة المرتبية ضمن الجماعة بغية تحقيق التوازن الوظيفي.
4. التزاوج حيث يظهر أكثر أشكال القتال ضرأوة بين افراد الجنس وتكتب الغلبة للأقوى مما يؤدي الى تطور الجنس.
ويرى لورنز ان العدوان كدافع لابد ان يسعى للانطلاق فالإنسان لديه حاجه للعدوان وهو النوع الوحيد الذي قتل نوعه بصفه روتينية وان الانسان مرغم على الاقدام على افعال عدوانيه ويكون العدوان تلقائيا أو يكون مصدره داخل الكائن الحي وليس خارجه . (الزعبي،2015، ص34).
نظريه الإحباط:
ظهرت هذه النظرية على يد مجموعه من علماء النفس والاجتماع وعلى وجه التحديد على يد كل من (دولارد و دوب وسيرز) معتبرين العدوان دائما ما يكون نتيجة للإحباط بما ان الاحباط يؤدي الى السلوك العدواني وفي ضوء ذلك فان السلوك العدواني لا يستثار مباشره الا بعد الوصول الى حاله الغضب ثم الى قذف الاخرين بألفاظ نابية أو التحريض من طرف ثالث أو الاداء الى حد مؤلم اي ان السلوك العدواني من وجهه نظر الاحباط هو استجابة طبيعية للخبرات المؤلمة.
النظرية المعرفية:
تهتم هذه النظرية بدراسة الخبرة الذاتية من حيث ادراك الفرد لنفسه والاحداث التي تقع له وفي دراستها للسلوك العدواني ترتكز هذه النظرية على السياق النفسي والاجتماعي للشخص العدواني والظروف المتغيرات التي ادت الى استخدام العنف والعدوان للتعبير عن ذاته وتحقيقها بالتصدي لهذه الاعاقات التي تحول دون تحقيق ذاته ومن اهم هذه الاعاقات هي الشعور الفرد بالفوارق الطبقية البالغة الحدة والتي تحول دون تحقيق ذاته.
وبذلك فان النظرية المعرفية تتنأول السلوك العدواني من منظور يعكس نظم الافكار والمعتقدات فقط ركز المعرفيون في دراستهم للسلوك العدوانية على الكيفية التي يدرك بها العقل الانساني وقائع احداث معينه في مجال الادراك أو الحيز الحيوي للإنسان كما يتمثل في مختلف المواقع الاجتماعية المعاشرة والانعكاسات على الحياة النفسية للإنسان مما يؤدي الى تكوين مشاعر الغضب والكراهية فهذه المشاعر تتحول الى ادراك داخلي يقود صاحبه الى ممارسه السلوك العدواني على الاخر.
نظريه الأنماط:
تقوم بتصنيف الناس الى انماط تجمع بين الاشخاص الذين يندر وجودهم تحت نمط واحد يدل على جوهر الشخصية وكان لكل من ابوقراط وشلدون ويونج رايه الواضح في انماط الشخصية.
وكان نمط الشخصي العدوانية واضحا وجليا في تقسيمات كل من هؤلاء لشخصيه انسانيه فهو يوجد عند ابو قراط في النمط الصفرأوي والنمط الدموي ويوجد عند شلدون في النمط المتوسط التركيب كما يوجد عند يونج في النمط الانبساطي.
ومن الدراسات حول انماط السلوك العدواني يرى فاشباش 1971 ان العدوان قد يكون شخصيا (يشمل الدوافع عدوانيه ونفعيه) أو اجتماعي (لخدمه المجتمع أو اي فرض اخر)،ويرى ان النوع الأول غير مقبول أو الثاني فهو مقبول ويتماشى مع هذا القول ما ذهب إليه رول وزملائه حين قرروا أن العدوان الاجتماعي حكم عليه بالصواب ،ويستحق عقابا اقل من العدوان الشخصي النفعي الغير قائم على الدفاع عن النفس والممتلكات الخاصة بالفرد.
نظريه السمات:
تقوم هذه النظرية على اساس تحديد سمات العامة للشخصية التي تمكن وراء السلوك وسيمه هي الصفة الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو الاجتماعية الفطرية أو المكتسبة التي يتميز بها الفرد وتعبر عن استعدادا ثابت نسبيا لنوع معين من السلوك وقد قام علماء النفس بحصر السمات العامة للشخصية .
النظرية السلوكية:
ترى النظرية السلوكية ان العنف لا يورث فوائدا سلوك مكتسب يتعلمه الفرد أو يعايشه خلال حياته وبالخصوص في مرحله الطفولة فان تعرض للخبرة العنف في المرحلة الأولى من حياته فهو في الغالب سيمارسه لاحقا مع غيره من الناس وحتى مع عناصر الطبيعة نباتا كانت أو حيوانا في العنف اذن ظل اسود يلازم الإنسانية ومازال العنف يطرح نفسه بظله تقييد ويبدل كل الاعمال البشرية في الحياه تسودها قيم المسالمة والإخاء ويقول بندورا "يحدث الكثير من التعلم من خلال المحاكاة في السلوك العدواني والعنف والهياج الاجتماعية تأثر من محاكاه الناس المحيطين به ضمن الاطار التي تحدد الفروق الفطرية ويعتقد انه كل ما كانت النموذج ذا مركز أو مقام اهم كلما زاد احتمال اقدام الفرد على محاكاه السلوكات والاندفاع نحو العدوان .
ان السلوك العدواني لدى الانسان يعد اكثر المشكلات النفسية والاجتماعية التي لازم مثل المجتمعات البشرية وعانت منها الإنسانية على مر الزمان اذ اختلفت التعاريف حوله وهذا اختلاف الانتماء العلماء للمدارس وذكر حسين، طه عبد العظيم في كتابه استراتيجيات إثارة الغضب والعدوان اسباب العدوان بإيجاز:
1. اسباب بيولوجية لقد اشارت الابحاث ان الذكور اكثر من العدوان من الاناث وارجع ذلك الى هرمون الذكور.
2. الرغبة في التخلص من هيمنه وسيطرة الكبار والتحرر من سلطتهم الضاغطة عليهم والتي تحول دون تحقيق رغبتهم.
3. الشعور بالكسل والاحباط والحرمان في العدوان قد يكون استجابة للفشل في اشباه حاجات أو يكون بسبب الرغبة في التغلب على العوائق التي تحول دون اشباع الحاجات وتحقيق الرغبات كما ان الحرمان من الحب والامن والتقدير الاجتماعي وغيرها من الحاجات النفسية وكذلك التعرض للضغوط الحياتية تجعل الفرد يسلك بطريقة عدوانية.
4. اساليب معاملة الوالدين غير السوية القائمة على اساس من النبذ والاهمال والتذبذب في المعاملة والتدليل والقسوة والعقاب وغيرها من الاساليب السوية تجعل الطفل يفقد الثقة في النفس وتضطرب علاقته مع الاخرين ويشعر بالدونية وتدفعه الى السلوك العدواني.
5. التوتر العلاقات داخل الأسرة ووجود حالات تصدع وطلاق.
6. انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة يسهم في ظهور العدوان لدى الابناء.