أولا: تعريف الإعاقة لغة.
لفظ الإعاقة مشتق من الفعل العربي عاق، عوق وعاقة عن الشيء يعوقه عوقا أي صرفه وحبسه وعطله[2] فقد جاء في لسان العرب أن العوق هو الأمر الشاغل، وعوائق الدهر هي الشواغل من أحداثه، والتعوق هو التثبط والتعويق هو التثبيط، وهو تفعيل من عاق يعوق." ونجد في المعجم الوسيط أن معنى عاقة عن الشيء عوقا هو منعه منه وشغله عنه، فهو عائق جمعه عوق للعاقل، وعوائق لغير العاقل، ومؤنثه عائقة جمعها عوائق[1].
بينما ورد في المعجم الوجيز أن معنى عوقه عن كذا هو عاقه والعائق في النبات
هو ما يعوق انتشار البذور أو الثمار من عوامل طبيعية أو حيوية. ويقال عاقه عن الشيء: منعه وشغله عنه، فهو عائق وعوقه عن كذا: عاقه، ومن ثم فالإعاقة هي المنع عن شيء ما والحبس عن أدائه، وهو لفظيا مشتق من الإعاقة أي
التأخير أو التعويق .
كما جاء في القرآن الكريم في
قوله تعالى: «قد يجعل الله المعوقين منكم»، سورة الأحزاب الآية 18. المعوقون هم قوم من المنافقين كانوا يثبطون أنصار النبي صلى الله
عليه وسلم، وذلك أنهم قالوا لهم:
ما محمد وأصحابه إلا أكلة
رأس، ولو كانوا لحما لإلتقمهم أبو سفيان وحزبه، فخلوهم وتعالوا إلينا فهذاتعويقهم
إياهم عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، والعوق هو الذي لا خير فيه وعنده .
ثانيا: تعريف الإعاقة
اصطلاحا.
تعددت التعاريف المقدمة
لمصطلح الإعاقة واختلفت بحسب الاختصاصات والتوجهات والإيديولوجيات، فهناك من عرفها على أنها حالة تحد من قدرة
الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر أساسية في الحياة
اليومية كالعناية بالذات، أو ممارسة العلاقات الاجتماعية والنشاطات الاقتصادية
وذلك ضمن الحدود التي تعتبر طبيعية. وهي مجموعة من المظاهر التي
تظهر على الأفراد تجعلهم يعانون صعوبات في التعلم والتعرف على الحاجات الأساسية وإدراك المعارف الأولية المرتبطة بالفهم
والانتباه، والكلام والقدرة على تكوين بعض الجمل الطويلة وعدم التركيز وغيرها من
العوامل الأخرى التي تدل على أن المصاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى رعاية
مناسبة له حتى يتمكن من العودة للحياة الطبيعية ما لم تكن الحاجة الخاصة به ذات
أسباب عقلية أو جسدية.
كما نجد من يعرف الإعاقة
بأنها ضرر يمس فردا معينا وينتج عنه اعتلال نفسي أو جسدي أو عضوي في تركيب أو وظيفة تحد
من القدرة على تأدية دور طبيعي بحسب عوامل السن والجنس والعوامل الاجتماعية
والثقافية أو يحول دون تأدية هذا الدور.
وعرفها آخرون بالقول هي
عبارة عن عدم قدرة الفرد على الاستجابة للبيئة والتكيف معها نتيجة مشكلات سلوكية أو جسمية أو عقلية، والعجز هو الذي يسبب هذه
المشكلات عند تفاعل الفرد المصاببه مع البيئة. من خلال ما سبق
نلاحظ انقسام الباحثين في تحديد مفهوم الإعاقة إلى اتجاهين رئيسيين:
فالاتجاه الأول: يقصر لفظة معاق أو معوق على
الشخص الذي يصاب بعجز معين في أحد
أعضاء جسمه، مما يجعله غير
قادر على التكيف مع المجتمع على نحو طبيعي، وذلك نتيجة
الإصابة أو العجز في أداء
الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية ويدخل في نطاق هذا المعنى أنواع مختلفة من الإعاقات، كالإعاقة العقلية أو السمعية أو
الجسمية وصعوبات التعلم.
الاتجاه الثاني: فيرى أن معنى لفظة معاق لا
تقتصر على مجرد إصابة الفرد بعجز معين في
أحد أعضاء جسمه، بل تمتد
لتشمل أية حالة تعوق الفرد عن أداء دوره الطبيعي في المجتمع حتى ولو لم يكن ذلك نتيجة إصابته بعجز جسماني في أحد أعضاء جسمه،
فقد يصاب الشخص بحالة انطواء أو عزلة اجتماعية تجعله غير قادر على التكيف مع أفراد المجتمع
المحيطين به رغم سلامة أعضاء جسمه ويدخل في هذا المفهوم للإعاقة ما يسمى باضطرابات السلوك لدى
الأشخاص .
بالتمعن فيما سبق نخلص أنه
يجب أن تفهم الإعاقة كظاهرة متعددة الأبعاد، مع وجود الإعاقة، والأداء الوظيفي على
طرفي سلسلة متصلة للأداء الوظيفي البشري الذي يتضح جليا عبر المشاركة مواقف الحياة
وهي ناجمة عن التفاعلات المعقدة بين الفرد وبيئته.
بقلم: حسناء المسلوت
[1]شرايطة لاميية, بن قيراط أمال, الحماية القانونية
للأطفال ذوي الإعاقة في التشريع الجزائري 2020,
من ص 32 الى 38