-->

أهمية البحث العلمي في التصدي لجنوح الأحداث

 

بحكم أن المجتمع يواجه مختلف الظواهر الاجتماعية التي هي عبارة عن نظم اجتماعية وقواعد واتجاهات عامة تتم مشاركة إتباعها عن طريق تفاعل أفراد المجتمع باتخاذها أساسا لتنظيم حياتهم العامة وتنسيق العلاقات التي تربطهم ببعض وغيرهم.فالبحث العلمي يسهم في تحديث وتطوير مهنة الخدمة الاجتماعية من خلال ربط الجانب النظري بالجانب الواقعي الملموس وبالتالي الإسهام في زيادة التغير الاجتماعي المقصود وإنتاج حالة اجتماعية واقتصادية أحسن للفرد والمجتمع. 

كما انه يقارب الظاهرة والمشكلة الاجتماعية في المجتمع ووضع مقترحات لمواجهة المشكلات والتخفيف منها وذلك حسب الآليات المتوفرة في ذلك البلد ثم تطوير البناء المعرفي واحتوائه على نظريات ونماذج الممارسة والتي توجه الاخصائين على ارض الواقع حيث لا يمكن الحديث عن الممارسة دون نظرية تعمل على تفسير الموقف ووضع أساليب للتعامل المهني معها ثم توجيه الأخصائي الاجتماعي أثناء الممارسة المهنية في مختلف مجالات الممارسة كما يوجه أيضا ضمن مرحلة الإعداد النظري في مرحلة الدراسة وأثناء التدريب الميداني.

أهمية البحث العلمي في التصدي لجنوح الأحداث

يؤطر علم الاجتماع الخدمة الاجتماعية من اجل فهم التنظيمات الاجتماعية والأنماط الثقافية الحضرية، كما يعمل على التصدي للمشكلات الاجتماعية باختلاف أنواعها، وبالتالي يسهل على الباحث التعامل مع الأفراد والجماعات والمجتمعات بصورة أكثر إنتاجية وفعالية، كون علم الاجتماع يرمي إلى دراسة الظاهر الاجتماعية، وكذا التعرف على الوظائف الاجتماعية، وذلك بهدف تطويرها من خلال تأسيس نظريات اجتماعية.

أما فيما يخص مواكبة علم النفس للخدمة فيتجلى في اخذ المعطيات المتعلقة بمرحل  نمو شخصيته، كون علم النفس يهتم بدراسة سلوك الإنساني وأسبابه ،ودوافعه سواء كانت ظاهرة أو باطنه فهو يدرس السلوك الباطن والظاهر كالتفكير والتحليل والتذكر وهو العلم الذي يدرس كافة العمليات النفسية والعقلية والتي تتمثل في الشعور والتعلم والتذكير والذكاء والانفعالات والدوافع.

إذا تعد العلوم النفسية فرعا من فروع العلوم الإنسانية المتطورة وهي تحمل ثورة لا تقدر بثمن حيث أن علم النفس محور العلوم النفسية والدف منه المعرفة العلمية للإنسان فهي بمثابة وسائل هامة للحصول على تلك المعرفة.ولقد اعتمدت الخدمة الاجتماعية كمهنة على الحقائق التي إليها علم النفس الحديث كمصدر أساسي للمعرفة.

لذلك نجد الأخصائي الاجتماعي يستعين بحقائق ومعارف ونظريات علم النفس في ممارسته المهنية وتنفيذ برامج التدخل المهني في إطار طرق الخدمة الاجتماعية وخاصة طريقة خدمة الفرد وبعدها خدمة الجماعة.

أما فيما  يخص  علاقة الخدمة الاجتماعية بعلم الانثروبولوجيا باعتبارها الدراسة العلمية للإنسان في الماضي والحاضر الذي يرسم ويبني على المعرفة ويهتم هذا العلم بدراسة الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع وهذا يعتبر من الاهتمامات الرئيسية للخدمة الاجتماعية حيث تهتم بدراسة الثقافة التي تعيش المجتمع في ظلها كما تهتم بالمجتمعات المحلية كالبدو والمجتمعات الريفية والتقليدية وكل هذا يعتبر من اهتمامات الخدمة الاجتماعية.

إن تطور المجتمعات والشعوب أدى إلى بروز عدة ظواهر ناتجة عن تفاعل الفرد مع محيطه الاجتماعي والبيئي ولذلك نلاحظ نفور بين الفرد ومحيطه ولهذا سارع المجتمع إلى ابتكار وسائل إعادة الفعل الاجتماعي لفرد فظهرت الخدمة الاجتماعية كمهنة ذات قاعدة عملية ومهارية تقوم على توصيل برامجها وأنشطتها متخصصون في مجالات مختلفة (التربوية والنفسية والاجتماعية والتعليمية ) فهي تعتبر منهج منظم يعمل على وقاية الأفراد من المشكلات الاجتماعية وتساعدهم على حل ما بتعرضهم من مشاكل.

كما أن الخدمة الاجتماعية في المغرب تسعى إلى الاهتمام بالإفراد وحسن رعايتهم وتهدف إلى ضمان تنمية الأفراد في جميع القطاعات تنمية متكاملة ومساعدته على حل المشاكل والاشتراك الإيجابي في المجتمع إذ تهتم بتقديم العديد من البرامج والأنشطة لأعضائها وبما يتماشى مع مراحلهم العمرية بغرض تنميتهم بطريقة تتميز بالسهولة والتوازن ومن أهم المقومات الرعاية السليمة تقديم خدمات للأحداث على أسس علمية لأجل ذلك تم إنشاء عدة مراكز خاصة للملاحظة وإعادة التربية تهتم باستقباله واستقبال أسرته لتشخيص حالته والقيام بالفحوصات الجسدية والنفسية الأزمة له لغرض اقتراح الحلول والإجراءات المناسبة بغرض كبح حالة الجنوح التي يمر بها وإعادة إدماجه في الوسط الاجتماعي الدراسي والمهني. وبالتالي هذه الجماعة أثارت في المجتمع إشكاليات كبيرة حول أسباب انحرافها وكدا كيفية إعادة إدماجها في المجتمع.

بقلم: خديجة العبيدي

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في الموضوع

أحدث أقدم