-->

مقاربات سوسيو-سيكولوجية لسلوك التنمر

التنمر في علم الاجتماع:

يمثل طموح علماء الاجتماع في تطوير المعرفة العلمية المتعلقة بالأفعال العدوانية في المجتمع مثل المضايقات والتنمر، من منظور نظري ومنهجي وتقييمي، والهدف من تطوير هذه المعرفة هو الأفعال الهجومية على مختلف الفئات، بغض النظر عما إذا كانت الأفعال تحدث من حين لآخر أو بشكل متكرر، وما إذا كانت دوافع هذه الأفعال ذات طبيعة تمييزية أم لا، ويركز علماء الاجتماع أيضًا على عواقب الأعمال الهجومية المتعلقة بالرفاهية العاطفية للضحايا وتوجههم الحياتي بالإضافة إلى السؤال المركزي: لماذا وتحت أي ظروف يتصرف بعض الأفراد بشكل مسيء تجاه الآخرين؟

مقاربات سوسيو-سيكولوجية لسلوك التنمر

كان التنمر مصطلحًا معروفًا لعدة قرون، على سبيل المثال ما يتم التفكير فيه في التنمر اليوم يختلف تمامًا عما كان عليه من قبل، وفي أوقات لاحقة كان لها في الواقع معنى إيجابي، ولقد كان مصطلحًا محببًا مثل نسخة اليوم من الحبيب وما إلى ذلك، ومع ذلك في المصطلحات الحديثة فهذا يعني شيئًا مختلفًا تماماً، ومشكلة التنمر ظاهرة اجتماعية تتجاوز الجنس والعمر والثقافة، وفي حين أن هناك نطاقات واسعة في تعريف المصطلح فإن التنمر يتميز بشكل أساسي من قبل شخص واحد من عدة أفراد يهاجم نظيرًا ضعيفًا، وذلك لتأكيد السيطرة أو القوة في المقام الأول، ومع هذا يعتقد بقوة أن التنمر يجب أن يتوقف، فلا يوجد طفل يريد أن يمر بكوابيس التنمر، فلماذا لا يتم وقفه؟

اليوم يتزايد اهتمام الناس بأعمال التنمر ويحاولون إيقافها، وهناك منشورات في المباني المدرسية، ودروس مدرسية وجمع تبرعات تم وضعها لوقف التنمر، ويعتقد إنه يجب إيقاف التنمر لأنه يؤثر على كل من يلمسه، أولاً يتعرض الضحايا لخطر جسيم عندما يتعرضون للتنمر، ويمكن أن يتسبب السلوك العدواني الذي يوفره التنمر في تأثر الأطفال جسديًا وعقليًا بعدة طرق مختلفة.

وقد تشمل الأعراض النفسية الصعوبات الاجتماعية والأعراض الداخلية والقلق والاكتئاب والتفكير في الانتحار واضطرابات الأكل، ويتعين على الضحايا أيضًا التعامل مع المشكلات الجسدية المتوقعة مع التنمر[1]

التنمر في علم النفس:

اختلفت نظريات علماء النفس حول التنمر (السلوك العدواني/ الاستقواء)، فالنظرية الاجتماعية ترى أن التنمر يعود إلى النزعات الاجتماعية الخفية للأحكام المسبقة والتمييز، وغالباً ما يؤثر على الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص محمية كالعرق والدين والحياة الجنسية والهوية الجنسانية والإعاقة، أكثر من غيرهم، ويرى بعضهم أن الأثر النفسي للاستلاب الاقتصادي واغتراب الإنسان عن العمل في واقع البؤس الاجتماعي القائم على الاستغلال، عوامل تغذية دائمة للتنمّر.

النظرية السلوكية: 

تنظر إلى سلوك التنمر على أنه سلوك يتعلمه الطفل من المجتمع، فالسلوك العدواني متعلم اجتماعيا عن طريق ملاحظة الأطفال نماذج العدوان عند والديهم ومدرسيهم وأصدقائهم وأفلام التلفزيون وفي القصص التي يقرؤونها، كما أن نزعة التقليد لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية تنمي لديه العدوان المكتسب.

نظرية التحليل النفسي 

أن سلوك العدوان والتنمر ما هو إلا تعبير عن غريزة الموت، حيث يسعى الفرد إلى التدمير سواء تجاه نفسه أو اتجاه الاخرين، حيث أن الطفل يولد بدافع عدواني، وتتعامل هذه النظرية كذلك مع سلوك العدوان بأنه استجابة غريزية وطرق التعبير عنها متعلمة.

النظرية الفسيولوجية

فيعد ممثلو الاتجاه الفسيولوجي أن سلوك التنمر يظهر بدرجة أكبر عند الأفراد الذين لديهم تلف في الجهاز العصبي (التلف الدماغي)، ويرى فريق آخر بأن هذا السلوك ناتج عن هرمون التستوستيرون، حيث وجدت الدراسات بأنه كلما زادت نسبة هذا الهرمون في الدم، زادت نسبة حدوث السلوك العدواني.

النظرية الإنسانية 

أسباب سلوك التنمر من خلال عدم إشباع الطفل أو المراهق للحاجات البيولوجية من مأكل ومشرب وحاجات أساسية أخرى، قد ينجم عن ذلك عدم شعور بالأمن، وعدم الشعور بالأمن يؤدي إلى ضعف الانتماء إلى جماعة الأقران والرفاق، ما قد يؤدي إلى تدن في تقدير الذات، والذي قد يؤدي إلى التعبير عن ذلك بأساليب عدوانية، مثل سلوك التنمر.

يحظى التنمّر بكمّ مُتنامٍ من البحوث التي تلقي الضوء على طيف من الحالات المرضية التي تصيب الأفراد المتورطين في التنمّر سواء بصفتهم شهوداً أم متنمّرين أم ضحايا، “فالطلاب المتورطون في التنمّر يقعون تحت أخطار متعددة للإصابة بطيف واسع من الأعراض النفسية الجسدية والهروب من البيت ومعاقرة الكحول والمخدرات والتغيب عن الدروس وعلاوة على ذلك الإصابات الناجمة عن إيذاء الذات أو الحوادث أو الأذى المقصود من الآخرين.

كما تمتد عواقب التنمّر إلى سن الكهولة حيث توجد بينات حول الترابط الهام بين سلوك التنمّر أثناء الطفولة والمراهقة النفسانية لاحقاً، عدا ذلك، فإنّ البالغين الذين يتعرضون للتنمّر في مكان العمل لديهم استعداد للمخاطر الصحية المتنوعة، بما فيها الاكتئاب والمشاكل القلبية الوعائية.[2]

بقلم: شادية الهلالي

[1]https://e3arabi.com/%D8%B9%D9%84%D9%85 مقال من صفحة العربي  أخذ يوم 15/05/2022 –على الساعة 00:38

[2] shorturl.at/ekrzUمقال على موقع القن لسامي حسن أخذ يوم 15/04/2022 على الساعة 12:35 يوم 16/05/2022 الساعة 11:58

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في الموضوع

أحدث أقدم