صعوبات التعلم هي مجموعة من الاضطرابات التي تعيق الطفل من اللحاق بأقرانه أكاديميا، فهي تمنع الطفل من اكتساب المعرفة واستغلال المهارات المختلفة كالقراءة أو الكتابة أو فهم الاتجاهات أو المهارات الحسابية، فهي تختلف من طفل لآخر، وليس لها علاقة بمستوى ذكاء الطفل، ولكنها قد تؤثر عليه اجتماعيا وعلى بعض مهاراته المكتسبة كما قد تؤثر على ذاكرته حسب نوع الاضطراب.
أنواع صعوبات التعلم:
صعوبات التعلم النمائية:
التي تتعلق بنمو القدرات العقلية والعمليات المسئولة عن التوافق الدراسي للطالب وتوافقه الشخصي والاجتماعي والمهني وتشمل صعوبات الانتباه وصعوبات الإدراك وصعوبات الذاكرة وصعوبات التفكير وحل المشكلة.
صعوبات تعلم أكاديمية:
وهي نتيجة ومحصلة لصعوبات التعلم النمائية وتشمل صعوبات القراءة وصعوبات الكتابة وصعوبات الحساب. هي صعوبات لا علاقة لها باضطرابات كالتوحد أو فرط الحركة المصحوب بنقص الانتباه...
صعوبات الأداء ( Dyspraxia):
هي صعوبة في التوافق العضلي والأداء الحركي مما يتعلق بأنشطة خاصة بالدراسة كإمساك القلم مما يؤدي إلى صعوبات الكتابة والرسم ويحول بين الطفل وبين تقدمه الدراسي وأيضا ربط الحذاء وإمساك الملعقة لتناول الطعام وركوب الدراجات، وهي مشكلة تحتاج إلى التدريب المستمر على حمل القلم وأداء بعض التمارين التي تقوي من الأداء الحركي وتحسن من التناسق بين العضلات وبعضها وقد يساعده للدراسة أيضا استعمال الكمبيوتر الناطق...
صعوبات القراءة ( Dyslexia):
هي صعوبة قراءة الكلمات وترجمة معانيها مما يؤدي إلى صعوبة في تعلم اللغة، يكون ذلك عائقا في تعبير الطفل عن نفسه وفي الكتابة وفهم التعليمات؛ وينتج عنه بعض الصعوبات الاجتماعية في تكوين الأصدقاء والانخراط اجتماعيا، ويمكنك مساعدة طفلك بتشجيعه دائما وإظهار الكثير من التفهم لما يواجه من صعوبات والتعرف على نقاط القوة في شخصيته وتنميتها لتعزيز ثقته بنفسه وبعض الأدوات التي قد تساعدك في تطوير لغته هي:
- استعمال الوسائل التعليمية التي تتضمن استخدام أكثر من حاسة للتعلم.
- استخدام أسلوب التكرار.
- العمل في مجموعات صغيرة وتوجيه إرشادات فردية.
- تدريس استراتيجيات الفهم لمساعدة الأطفال على استنباط المعنى مما يقرؤونه.
يمكن اللجوء للبرامج المختلفة لتطوير مهارات القراءة مثل:
- طريقة ويلسون (The Wilson Method).
- أسلوب أورتن جيلينغهام (The Orton-Gillingham Approach).
- برنامج منع الفشل الأكاديمي (Preventing Academic Failure).
- برنامج ليندامود-بيل (Lindamood-Bell).
- برنامج (Rave-O).
صعوبات الكتابة (Dysgraphia)
تختلف صعوبة الكتابة عن صعوبات القراءة فهي صعوبة في كتابة الكلمات ونقل الطفل أفكاره على الورق أو لوح التعلم فقد يغير من شكل الحروف والمسافات بينها ويكتب غير منتبه للسطور وحدود الصفحة، ويواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات الكتابة مشاكل أخرى كسوء الخط والإحراج من الكتابة على لوح التعلم وعدم القدرة على التعبير عن أفكارهم بشكل صحيح ويمكنك مساعدة طفلك من خلال:
- تعليمه استعمال الكمبيوتر في الكتابة للتخلص من الضغط والإجهاد الذي تسببه له الكتابة باليد.
- تجنب الكتابة وهو مجهد كما هو حاله آخر اليوم أو بعد تناول الغذاء أو في أي وقت من اليوم قد يعاني الطالب فيه من الإجهاد؛ فالكتابة تكون عملية مجهدة بالنسبة له.
- التركيز على الكيف وليس الكم فيهتم الطالب بكتابة واجبات صحيحة إملائياً وبخط منظم بدلاً من الإهتمام بعدد الكلمات.
- السماح له بالخضوع للامتحانات شفهيا فإذا كان يعاني من مشكلة بالقراءة والكتابة فتكون الامتحانات الشفهية هي المقياس المعرفي الحقيقي لطفلك.
صعوبات الحساب (Dyscalculia):
هي صعوبة في التعرف على الأرقام، صعوبة العد بالترتيب وعكس أماكن الأرقام عند الكتابة، صعوبة فهم الرموز الرياضية والتمييز بينها، عدم القدرة على قراءة وكتابة الأعدد، صعوبة إجراء العمليات الحسابية، وصعوبة التمييز بين الأشكال الهندسية، ويمكنك مساعدة طفلك من خلال:
- تزويده بالآلة الحاسبة.
- قلم الرصاص ليسهل تصحيح أخطائه.
- استعمال الورق المسطر إلى عواميد وصفوف.
- مفكرة الهاتف ومنبه لضبط الوقت حتى يقوم بمهامه طبقا لجدول زمني محدد.
- تطبيقات الهواتف والألعاب التي تساعده في التدريب على المهارات الحسابية ببعض المرح.
الأعراض الشائعة لصعوبات التعلم أو خصائص صعوبات التعلم:
- التطور اللغوي البطئ مع عدم القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة.
- صعوبة تعلم الأرقام والحروف والألوان والأشكال وأيام الأسبوع.
- الإرهاق وسهولة التشتت.
- صعوبة التفاعل مع الأقران.
- صعوبة إتباع التعليمات والروتين.
- بطء تطور المهارات الحركية.
- تغيير تسلسل الأرقام والخلط بين العمليات الحسابية.
- صعوبة التذكر.
- بطء تعلم مهارات جديدة مع اعتماد شديد على الذاكرة.
- الاندفاع وصعوبة التخطيط.
- ضعف القدرة على الإمساك بالقلم.
- مشكلة تعلم معرفة الوقت.
- سوء التنسيق ويبدو غير مدرك للبيئة المحيطة.
- غير قادر على إنجاز المهام ضمن أطر زمنية معينة.
- عكس الحروف ولخبطة الكلمات.
تشخيص صعوبات التعلم:
التشخيص يكون لمجموعة محددة من الأعراض التي يتعرض لها الطفل وتساعد في تضييق الاحتمالات حيث يحدد التشخيص عدة عوامل؛ أهمها:
ماهي الأعراض الأخرى التي تتزامن الحدوث مع بعضها؟ ماهو الدواء المناسب إذا كان هناك احتياج لدواء؟
الخطط العلاجية التي قد يحتاجها الطفل مثل اللجوء إلى متخصص لغوي أو طبيب نفسي.
ويساعد التشخيص الآباء ومقدمي الرعاية في الوصول إلى المعلومات حول مجموعة الأعراض ذات الصلة وتوصيل السمات البارزة لتحديات الطفل لجميع الأشخاص المشاركين في رعاية الطفل وربما تفسر بعض السلوكيات بشكل مختلف في ضوء التشخيص والحصول على معلومات حول ما يمكن القيام به لمساعدة الطفل وتحديد مكان وكيفية مساعدة الطفل والوصول إلى التمويل أو الخدمات التي قد لا يمكن الوصول إليها بطريقة أخرى...
دورك كأم لطفل يعاني من صعوبات التعلم:
قد تشعرين بالإحباط سيدتي فور تشخيص ابنك بأحد اضطرابات صعوبات التعلم ولكن كل ما عليك هو تقديم الحب والدعم لطفلك واتباع بعض الخطوات التي تفيده في رحلته التعليمية مع صعوبات التعلم.
ثقفي نفسك وتعلمي كل ما يخص الصعوبات التي تواجه إبنك والخطط والمقترحات التي تساعده في التغلب عليها حتى تستطيعين المساهمة في اتخاذ القرار فيما يخص خطة العلاج الأنسب لطفلك.
تعاوني مع مدرسة طفلك لتطوير خطة لتعليمه ووضع أهداف والعمل عليها بالجهد والدعم المطلوبين حتى تتحقق، تعلمي عن قوانين التعليم في البلد التي تسكنين بها؛ لتأكدي أنك تحصلين من المدرسة على الدعم المطلوب.
تأكدي أن يواظب طفلك على العادات الصحية من الأكل الجيد وينام القسط الكافي من النوم ليلا ويمارس الرياضة بشكل منتظم فنمط الحياة الصحية يحافظ على صحة طفلك الجسدية والعقلية.
لاحظي باستمرار التغيرات المزاجية لطفلك فصعوبات التعلم قد تصيب طفلك بالاكتئاب وتؤثر على تقديره لنفسه فلاحظي أي تغير في شهيته أو في عادات النوم الخاصة به. وإذا لم يتم علاج طفلك بالشكل الكافي فسيعاني من صعوبات أخرى تضاف إلى صعوبات التعلم وهي:
- صعوبات في اتباع التعليمات داخل المنزل أو الحضانة / رياض الأطفال أو البيئة المدرسية.
- صعوبات في المفردات التي بموجبها لا يمكن للطفل إيصال رسالته بوضوح بسبب محدودية معرفة الكلمات.
- صعوبات في فهم النكات واللغة التصويرية أثناء التفاعل مع الآخرين ، وعند مشاهدة البرامج التلفزيونية والأفلام وقراءة الكتب.صعوبات في تعلم التحدث ووضوح الكلام.
- صعوبات في احترام الذات والثقة عند إدراكهم أن مهاراتهم لا تتطابق مع أقرانهم.
- البلطجة عندما يصبح الآخرون أكثر وعياً بصعوبات الطفل.
- صعوبات في المهارات الحركية الدقيقة (مثل الكتابة والرسم والقص).
- صعوبات في التنظيم الذاتي والسلوك لأن الطفل غير قادر على تنظيم وقته وحضور دروسه لفترات طويلة.
- صعوبات في الوصول إلى المناهج الدراسية لأنهم غير قادرين على حضور دروسهم لفترة كافية لإكمال معايير التقييم.
- القلق والتوتر في مجموعة من المواقف والذي يقف حائل بينهم وبين تحقيق أهدافهم أكاديميا.
- صعوبات في الأداء الدراسي مثل تطوير مهارات القراءة والكتابة والتكيف مع البيئة الدراسية.
- صعوبات في التقييم الدراسي مثل إكمال الاختبارات والامتحانات في التعليم العالي.
ودائما ما يقولون أن إدراك المشكلة في أولها ييسر أمر العلاج فالإدراك هو أول طريق الحل فلا تترددي سيدتي في إجراء الاختبارات اللازمة لطفلك للتأكد من سلامته وإدراكه.
كيفية تدريس أطفال صعوبات التعلم:
يعتمد تدريس الأطفال المصابة بصعوبات التعلم على تشخيص نوعية صعوبة التعلم التي يعاني منها الطفل والتركيز على علاجها فإن كانت بسبب ضعف المهارات النمائية وجب التركيز عليها وتنميتها حتى يستطيع الطفل تلقي المعلومات والتعلم بطريقة أفضل.
المهارات النمائية:
تنمية الطفل هي عملية يمر بها كل طفل وتتضمن إتقان مهارات مثل الجلوس والمشي والتحدث وربط الأحذية ويتعلم الأطفال هذه المهارات التي تسمى المهارات النمائية خلال فترات زمنية يمكن التنبؤ بها إذ يُطور الأطفال مهاراتهم في خمسة مجالات رئيسية للتنمية:
التطور المعرفي:
هذه هي قدرة الطفل على التعلم وحل المشاكل على سبيل المثال يشمل ذلك تعلم طفل يبلغ من العمر شهرين لاستكشاف البيئة بيديه أو عينيه أو تعلم طفل عمره خمس سنوات كيفية حل مشاكل الرياضيات البسيطة.
التنمية الاجتماعية والعاطفية:
هذه هي قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين بما في ذلك مساعدة أنفسهم وضبط النفس ومن أمثلة هذا النوع من التطور طفل يبلغ من العمر ستة أسابيع يبتسم أو طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر يلوح وداعًا أو طفل يبلغ من العمر خمس سنوات يعرف كيف يتناوب في الألعاب في المدرسة.
تنمية الكلام واللغة:
هذه هي قدرة الطفل على فهم واستخدام اللغة على سبيل المثال يشمل هذا طفلة تبلغ من العمر 12 شهرًا تقول كلماتها الأولى أو طفلة تبلغ من العمر عامين تستطيع تسمية أجزاء من جسدها.
تنمية المهارات الحركية الدقيقة:
هذه هي قدرة الطفل على استخدام العضلات الصغيرة وتحديدًا أيديهم وأصابعهم لالتقاط أشياء صغيرة أو حمل ملعقة أو قلب الصفحات في كتاب أو استخدام قلم تلوين للرسم.
تنمية المهارات الحركية الإجمالية:
هذه هي قدرة الطفل على استخدام العضلات الكبيرة. على سبيل المثال يتعلم طفل يبلغ من العمر ستة أشهر كيفية الجلوس مع بعض الدعم ويتعلم طفل يبلغ من العمر 12 شهرًا الوقوف على حامل يمسك بالأثاث ويتعلم طفل يبلغ من العمر خمس سنوات القفز.
صعوبات التفكير النمائية:
صعوبات التفكير النمائية تتميز بالعجز في الأداء الفكري العام مثل التفكير والتخطيط والحكم والتفكير المجرد والتعلم الأكاديمي والتعلم التجريبي وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى ضعف في الأداء العملي والاجتماعي والأكاديمي.
يتعلم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التفكير النمائية بشكل أبطأ من الأطفال عادة إذ تنطبق أوجه القصور التعليمية هذه بشكل عام على أنواع كثيرة من التعلم وعبر مراحل النمو المختلفة إذ قد يتعلم الأطفال المصابون بهذا الاضطراب الجلوس أو الزحف أو المشي أو التحدث في وقت لاحق عن الأطفال الآخرين ويعاني معظمهم من صعوبات في تطوير مهارات الاتصال بالإضافة إلى صعوبة في تفسير وتطبيق المعلومات الجديدة وغالبًا ما يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في مواكبة المدرسة.
من الممكن أن يُظهر الأطفال الأكبر سنًا الذين يعانون من صعوبات التفكير النمائية عجزًا في الذاكرة والمهارات الاجتماعية ومهارات حل المشكلات وقد يكون نقص التمييز بين المسموح والمرفوض اجتماعيا أيضًا علامة على أن الطفل يعاني من هذا الاضطراب ليس لأن الطفل “متمرد”، ولكن لأنه يواجه صعوبات في تفسير العلامات على أنواع السلوك المناسبة في موقف معين.
غالبًا ما يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات التفكير النمائية صعوبة في مهارات التكيف، أو مهام الحياة اليومية ، التي لا يعاني منها الأطفال عادةً.
صعوبات التعلم النمائية للذاكرة:
مشاكل الذاكرة هي واحدة من أكثر مشكلات التعلم شيوعًا: غالبًا ما يُصاحب صعوبات الذاكرة مشكلات أخرى مثل صعوبات القراءة أو صعوبات الأداء أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ولكنها يمكن أن تكون مشكلة قائمة بذاتها.
فقد يكون من الصعب التعرف على صعوبات التعلم النمائية للذاكرة ناهيك عن كيفية تقليل تأثير المشكلة على تعلم طفلك. يفكر معظم الناس في الذاكرة من حيث الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى إذن ما هو الاختلاف في ذاكرة التعلم؟
باختصار الذاكرة هي قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات في أذهاننا لفترات قصيرة (هذا هو جزء الذاكرة) من أجل القيام بشيء معها (هذا هو الجزء المساعد في التعلم) وتظهر مشاكل الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم النمائية للذاكرة في صعوبة النسخ من لوح التعلم وعدم القدرة على إجابة الأسئلة في الصف وعدم القدرة على متابعة التعليمات كما يستغرقون وقتا أطول في كتابة الواجبات.
تشخيص صعوبات القراءة:
يخضع الطفل لسلسلة من الاختبارات لتشخيص صعوبات القراءة فهم يقيمون ذاكرة الشخص وقدراته الإملائية والإدراك البصري ومهارات القراءة وقد يشمل أيضًا تاريخ العائلة وتاريخ استجابة الطفل للتعليمات وتقييمات أخرى.
المفتاح هو أن يكون الآباء والمعلمين على علم بكيفية أداء الطالب أو الطفل والتصرف على الفور إذا اشتبهوا في وجود مشكلة إذ لا يمكن للوالدين والمعلمين بالضرورة الاعتماد على التشخيص الرسمي باعتباره العلامة الوحيدة لصعوبة كبيرة تتعلق بالقراءة فلتكن على علم بكيفية أداء كل طفل إذ يجب فحص الطالب ما قبل المدرسة على سبيل المثال إذا كان لديه وقت أكثر صعوبة من الطلاب الآخرين في نطق أو قافية الكلمات أو في أرقام التعلم أو الأبجدية أو أيام الأسبوع أو الألوان أو الأشكال.
فعندما يواجه الطالب صعوبة تتعلق بالقراءة سواء تم تحديدها رسميًا على أنه يعاني من إعاقة أم لا فإن المفتاح هو:
- تحديد طبيعة ومصدر صعوبة الطالب بشكل صحيح.
- تقديم تعليمات موجهة لمعالجة الصعوبات وزيادة مستوى المهارات.
- استيعاب نقاط ضعف الطالب والاستفادة من نقاط قوة.
بقلم: كوثر التسولي واضح