دور المتعلم:
يجب أن لا ننسى أو نتناسى أبدا أن المتعلم هو محور العملية التعليمية والتربوية، فهو الغاية والوسيلة للعملية التربوية، ومن هنا يجب أن يكون بؤرة اهتمام المعلم، وواضع المنهاج على حد سواء. ذلك أن
المتعلم مهيأ سلفا للانتباه والاستيعاب، ودور المعلم بالدرجة الأولى، هو أن يحرص كل الحرص على التدعيم المستمر لاهتماماته وتعزيزها ليتم تقدمه وارتقاؤه الطبيعي الذي يقتضيه استعداده للتعلم.[1]
وقد أكدت على هذا" كوثر حسين كوجك" في قولها
أن المتعلم هو محور العملية التعليمية برمتها، حيث يشارك في نظام العمل وفي وضع قواعده داخل حجرة الدراسة وخارجها، ويشارك في تحديد الأهداف التعليمية بما سيدرسه ويتعلمه ويتعلم حسب سرعته الذاتية"وعليه فإن المتعلم هو المحور الأول والهدف الأخير من كل عمليات التربية والتعليم، فهو الذي من أجله تنشأ المدرسة، وكل هذا من أجل تكوين عقله وجسمه، وروحه ومعارفه، واتجاهاته.[2]
خصائص المتعلم:
لقد استمد المفكرون التربويون الكثير من الخصائص الّنفسية المتعّلقة بالأخلاق من القرآن الكريم وسّنة رسوله صلى الله عليه وسّلم التي تشجع المتعّلم على الّتحلي بها وتجّنب الأخلاق السيئة، وهذه الخصائص هي:- حسن الّنية والطهارة الباطنية والظاهرية: فالمسلم يقصد في طلب العلم وجه الّله تعالى للفوز بنعيم الدنيا والآخرة، سواء كان هذا العلم من علوم الدنيا أو من علوم الآخرة، وقد ورد في أقوال المفكرين المسلمين أن يطهر المتعّلم قلبه من كلّ غش ودنس وغلّ وحسد وسوء عقيدة وخلق ليصلح قبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق غوامضه. القدرة على تحمل الصعاب والصبر: فالمتعّلم يحتاج إلى جهد ووقت طويلين وهاذان يحتاجان إلى القدرة على تحمل المشاق والصبر في سبيل تحصيل العلوم.
- الابتعاد عن مجالس الّلهو والغلط والباطل: لقد حث المفكرون التربويون المتعّلمين على عدم الدخول في مجالس الّلهو والسفه والباطل والغلط والغناء كذلك عدم الوقوف أثناء الدرس والحلقة أو مع الرفاق ولو كان مزاحا لأن مواطن العلم مواطن عبادة.
- التأدب مع المعّلم: لقد أكد التربويون على التأدب مع المعّلم من خلال الاستماع له أثناء الدروس وعدم الحركة والّتنقل من مكان ويبتعد عن المزاح والضحك ويجلس بوقار وسكينة وتواضع بل يخشع أمام معّلمه.
- اختيار الشريك الصدوق الكامل الذي يتحلى بالورع والاستقامة المتفهم لصاحبه المكثر من الخير المقّلل من الشر، لأن القرين بالقرين يعرف.
- احترام علوم الدنيا المحمودة وعلوم الآخرة: فالمتعّلم المسلم لا يقلل من شأن علم من العلوم سواء كان هذا العلم من علوم الدنيا المحمودة أو من علوم الآخرة التي هي مآل أمره وغاية جهده وقصده.