-->

دور المعلم في المدرسة الابتدائية

النظرة التعليمية إلى المعلم على أنه قطب أساسي من أقطاب العملية التعليمية التعلمية، حيث عرفه الباحث العربي" أحَد حساني"في كتابه" دراسات في اللسانيات التطبيقية" بقوله أن المعلم هو الشخص الذي يقوم بتهيئة الموقف التعليمي عن طريق التكوين العلمي والبيداغوجي الأولي، وعن طريق التحسين المستمر الذي لابد أن ينحصر في التكوين اللساني والنفسي والتربوي. فالمعلم يعتبر محورا أساسيا في الموقف التعليمي، ذلك أنه يتحكم في الموقف التعليمي داخل الفصل.  لما له من قدرات عقلية وتحكمية في ذلك، معتمدا على التكوين اللساني والنفسي والتربوي.

دور المعلم في المدرسة الابتدائية

وقد عرفه " محمد سلامة ادم" كذلك بأنه مدرب يحاول بالقوة والمثال والشخصية أن يتحقق من أن المتعلمين يكتسبون العادات والاتجاهات والشكل العام للسلوك المنشود الذي يسند إليهم، وبالتالي يعلمهم من خلال ذلك كيف يتصرفون في المواقف التي يتعرضون لها وكيف يحرزون النجاح والتقدم في سلوكاتهم الاجتماعية واليومي بمعنى أن المعلم ذلك الشخص الذي يقوم بدوره داخل المؤسسة التعليمية ، من خلال نشاطه التعليمي للمتعلمين، كما أنه يقوم بتنسيق وتنظيم الوحدة التعليمية، لما يتناسب مع قدرات المتعلمين، لأجل تحقيق الأهداف المنوطة من وراء هذه العملية التعليمية التعلمية.

وقد عرفه العالم الأجنبي" دي لاندشير'' بأنه الفرد المكلف بتربية المتعلمين في المدارس. وبهذا يكون دي لاندشير قد أضاف مهمة أخرى للمعلم تتمثل في التربية. إذن ومن خلال ما سبق من تعريفات، يتضح أن للمعلم دورين هامين هما: التربية والتعليم.

كما أن المعلم لم يعد دوره مقتصرا على مجرد تلقين الموضوعات العلمية والأدبية، وحثهم على استذكار هذه الموضوعات في الامتحانات السنوية وحسب، بل له أدوار عدة ومن أبرز هذه الأدوار نجد أنه يحاول التعرف على قدرات وميول وأنماط تعلم متعلميه، ويعد لذلك الأدوات المناسبة، أو يستخدم ما يتوفر منها.

  • يعمل على التخطيط لتنويع التدريس، من أول يوم في الدراسة، حيث يقوم بوضع خطة عامة لسير الدراسة خلال العام الدراسي، أو الفصل الدراسي ثم يخطط للوحدات التدريبية، ثم للدروس أولا.
  • على المعلم الذي يطبق تنويع التدريس، شرح العملية للمتعلمين ولأولياء الأمور، وذلك ليشعروا بأنهم مشاركون في العملية التعليمية التعلمية، وتدفعهم قناعتهم بأهمية تنويع التدريس إلى مساعدة المعلم على تحقيق الأهداف المنشودة.
  • على المعلم محاولة الاستفادة من زملائه المعلمين والمعلمات، وفقا لطبيعة الموقف التعليمي، واحتياجات المتعلمين.
  • أثناء الدرس يقوم المعلم بأكثر من مسؤولية، فهو يقوم بتنظيم المكان لمشاركة المتعلمين، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها في الوقت المناسب، وتشجيع المتعلم المجتهد، وتوجيه من هو دون ذلك.

من خلال هذه الأدوار التي يقوم بها المعلم، يعتبر هو المسير في العملية التعليمية التعلمية، باعتباره المنفذ والمخطط، أي يقوم بوضع خطة مسبقة لطريقة تعليمه، ومن أجل بلوغ الهدف المنشود وهو نجاح العملية التعليمية التعلمية.

الأدوار السابقة الذكر تتحدث عن دور المعلم بصفة عامة، أما عن أدواره داخل الفصل يمكن أن نوجزها فيما يلي:

  • ضبط النظام داخل الفصل، والإمساك بزمام الأمور في كل ما يحدث أثناء الحصة وماله علاقة بعملية التدريس.
  • العمل على توجيه سلوك المتعلمين وتكريس اهتمامهم لأهداف الحصة.
  • الأخذ بيد المتعلمين طيلة الوقت، للعمل الجاد المثمر، والإنجاز الرفيع.

كما يقوم المعلم أيضا ب:

مساعدة المتعلمين وإعطائهم الأفكار اللازمة حول الموضوعالاستجابة لإسهامات ومشاركات المتعلمين مع الحفاظ على خطة المناقشة للدرس وتماسكها.

  • التركيز على التعلم أكثر منه على التعليم.
  • إثارة مهارات التعلم الذاتي لدى المتعلمين.
  • إثارة اهتمام المتعلمين وتشجيع المشاركة وتبادل الأفكار
  • كما يعمل المعلم على تحديد الأهداف التي يريد تحقيقها مع المتعلم وعلى المعلم أن يمسك بزمام الأمور، باعتباره القائد والمصدر الأعلى للسلطة داخل الصف،على أن تكون كل حصة تدريسية هي خطوة إلى الأمام بدافع ذاتي، وبإرادة ذاتية، وإذا قام المعلم بدوره القيادي جعل من الصف خلية عمل بفاعلية واقتدار، سواء أكان ذلك على المستوى الفردي أم على المستوى الجماعي، كمستوى الصف بأكمله، وحين يتسنى له ذلك لابد من أن يدير المعلم الأحداث الصفية والممارسات السلوكية داخله بشكل هادف ومنظم، وكذلك الحال بالنسبة لما هو متوافر بين يديه من موارد تربوية، فالمعلم هو بمثابة الأب والقائد والصديق.
أما بالنسبة لمسؤولياته كقائد تربوي عليه أن يراعي ما يلي:
  1. أن لا يتهاون في استعمال حقه كقائد، أو يفرط فيه، حتى ترسخ مكانته في نفوس متعلميه، وتقوى تبعيتهم له، وتقبلهم لكل ما يصدر عنه من إرشادات وتعليمات.
  2. أن يدافع على حقوق متعلميه، ويعمل على حَايتها من كل نقص أو عبث، وكذلك في كل ما يتعلق بحقوقهم في المدرسة ،من حيث توفير المتطلبات التربوية اللازمة لهم أولا، ومعاملتهم معاملة عادلة تليق بإنسانيتهم ثانيا.
  3. عقد اجتماع لمتعلمي الصف في الأسبوع الأول من العام الدراسي، ليطلعهم على ما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات، وأن يعرفهم على البيئة الصفية والمدرسية.
  4. الاحتفاظ بمعلومات وافية شاملة على المتعلمين، تتناول مختلف أوجه نشاطهم، واهتماماتهم للرجوع إليها عند الحاجة.
  5. أن يعرف أسَماء المتعلمين، وأن يتعرف شخصيا على كل واحد منهم ليشكل في ذهنه صورة عنه، تساعده على التعامل معه.
  6. أن يلزم المعلم نفسه على احترام التعليمات المتعلقة بالنظام الصفي، وأن يحافظ على الوقت في الحصة فيبدأ حيث تبدأ وينهي حيث تنتهي ،إلا إذا تطلب الموقف التربوي إطالتها مثلا، فاحترام المعلم وعلى المدى الطويل يتوقف على حسن تصرفه وعلى مصداقيته في أقواله وأعماله كمعلم أولا وقائد ثانيا.
  7. أن يلمس المتعلم ون من المعلم عملا جادا لمساعدتهم وإفادتهم ليضع بذلك حجر الأساس في نظرة المتعلم له واحترامه كمعلم وكقائد في أن واحد معا.وعليه فإن المعلم كونه قائدا تربويا، عليه أن لا يتكاسل في استعمال حقه كقائد أي عليه أن يراعي ما يستحقه المتعلمين، ومعاملتهم معاملة حسنة، وأن لا يفرق بينهم مع حَماية جميع حقوقهم المدرسية.

خصائص المعلم:

1.    المعّلم مدرب: يعّلم وفقا للمفهوم القديم للّتعليم فهو يساعد الطلاب على الّتعّلم.

2.    المعّلم مجدد وهو جسر بين الأجيال.

3.    المعّلم قدوة ومثل، في المواقف، في الكلام، في العادات، اللباس.

4.    المعّلم باحث يطلب مزيدا من المعرفة.

5.    المعّلم ناصح أمين وصديق حميم ومبدع وحافز على الإبداع.

6.    المعّلم خبير وإنسان يعرف أّنه يعرف أن عليه أن يكون واسع المعرفة.

7.    المعّلم رجل متنّقل، قصاص، ممّثل، مناضل، باني مجتمع.

8.    المعّلم يواجه الحقيقة، طالب علم ومعرفة، مقوم مخلص، المعّلم إنسان.

وبناء على هذا يمكن أن نقول أن المعّلم يجب أن يكون بمثابة الموجه للطفل والمرشد الهادي الذي يوجهه إلى ما فيه الإنتاج والخلق والسلوك الاجتماعي الصحيح، الأخ الأكبر الذي يهيئ لإخوانه الصغار الجو المناسب الذي يميلون إليه وعليه أن يعيش معهم فيه ويظهر أمامهم على طبيعتهم دون تكّلف أو كبرياء، ومن واجبه كذلك أن يكون معينا لهم يساعدهم على مقابلة الشدائد والّتغلب على الصعاب، بهذا فقط يستطيع أن يكسب ثقة تلاميذه وحبهم له، ويستطيع أنيؤثر في نفوسهم ويوجههم إلى ما فيه خيرهم وخير الإنسانية فكم من معّلم أّثر في تلاميذه فجعلهم يشغفون بأقلّ الأشياء. 

بقلم: محمد تفاح

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في الموضوع

أحدث أقدم