-->

خصائص وأنواع النسق الاجتماعي: بحث معمق

النسق الاجتماعي، الخصائص والأنواع:

أولا: خصائص النسق الاجتماعي:

وجود لغة مشتركة تساعد على التفاهم والاتصال بين الأفراد والجماعات. طريقة توزيع الأدوار الاجتماعية على أبناء المجتمع أو الجماعة. توزيع المكافآت والامتيازات والحقوق على الأفراد بطريقة تعتمد على طبيعة الواجبات التي يقومون بها.

دور النسق الاجتماعي في اعتبار الأسرة: أحد النظم الاجتماعية الأساسية وأقدمها، وهي موجودة في كل المجتمعات الانسانية في العالم وعبر التاريخ، فلا يخلو منها أي مجتمع، فهي نواته التي تعكس تصرفاته. كما يتضمن النسق كذلك عدة خصائص أخرى يمكن عرضها على الشكل الاتي:

  1. الاستقرار: كيف يحافظ النسق على وجوده بالحصول على المدخلات واستخدامها.
  2. التوازن: الحفاظ على الطبيعة الأساسية للنسق بالرغم من حدوث تغيرات عند تلقيه المدخلات.
  3. التميز أو الاختلاف: فكرة أن النسق ينمو بصورة أكثر تعقيداً تتضمن العديد من الأجزاء المتنوعة طوال الزمن.
  4. التبادل: فكرة أنه إذا تغير أحد أجزاء النسق فإن التغير يتفاعل مع باقي الأجزاء الأخرى، والتي تتغير بدورها.[1]

ويتميز النسق الاجتماعي أيضا باعتباره يتألف من أجزاء يعتمد بعضها على البعض الأخر وفي ذلك تقرير لمبدأ الاعتماد المتبادل، إضافة الى انه يتمتع بمقومات التدعيم الذاتي حيث تميل العناصر أو الأجزاء للاستقرار والتكامل وخفض التوترات باستمرار، وينفرد النسق الاجتماعي بكونه يتغير بفعل الديناميات الداخلية أو بسبب العوامل الخارجية.

خصائص وأنواع النسق الاجتماعي: بحث معمق

ثانيا: أنواع النسق الاجتماعي:

فالنسق الاجتماعي يتكون من مجموع الفاعلين (فرد، مجموعة، جماعة) بحيث يحتل كل منهما مكانة أو وضعية ويؤدي دورا أو وظيفة وفق إطار من القيم والمعايير والرموز المشتركة والعموم فالنسق الاجتماعي يتضمن أو يتكون من أربعة أنساق اجتماعية وكل نسق من هذه الأنساق نفسها تتكون من أنساق فرعية اخرى.

أ- نسق التفاعل الاجتماعي:

إذ يلعب كل فاعل دورا معينا في عملية التفاعل كل واحد تكون له مكانة معينة في شبكة العلاقات يكتسبها من طبيعة الدور الذي يؤديه إذ فالمكانة والدور يعكسان مشاركة الفاعل في نسق التفاعل وعندما يؤدي الفاعل دوره اي يدخل في علاقة التفاعل فلابد ان يوفق بين واقعيته وبين التوجيهات المعيارية تحكم سلوكه وسلوك الآخرين وفي الحقيقة فإن كل فاعل يسعى لتحقيق أهداف فاصلة إلا أنها لا تتعارض مع أهداف الآخرين ومع معايير وقيم المجتمع.[2]

ب-الأنساق الفرعية للنسق الاجتماعي:

يتم التمييز بين أربعة انساق فرعية ضمن هذا النسق وهي:

  1. النسق الاقتصادي: ويشمل الأنشطة الخاصة بالإنتاج والتوزيع ويحقق وظيفة التكيف أي يمكن المجتمع من التكيف مع البيئة ويسيطر عليها لكي يستمر في الوجود.
  2. النسق السياسي: له وظيفة تحقيق الهدف أي يرسم للمجتمع أهدافه ويعمل على تعبئة الموارد الممكنة لتحقيق هده الأهداف.
  3. الروابط المجتمعية: تحقق وظيفة التكامل اي تفرض التنسيق اللازم لاستمرار المجتمع.
  4. التنشئة الاجتماعية: تقوم بوظيفة المحافظة على نمط المجتمع فمن خلال التنشئة الاجتماعية يتم نقل ثقافة المجتمع إلى الأفراد الذين يستدمجونها وتصبح عاملا هاما في خلق الدافعية لسلوك الملتزم.[3]

وهذه الأنساق الأربعة ترتبط بعلاقات اعتماد متبادل فكل نسق فريد من انساق المجتمع يهدف إلى تحقيق وظيفة تعد مستلزما اساسيا للنسق ككل فإذا غابت ينهار النسق.

النسق الاجتماعي في الاجتهادات العلمية

نظرة السوسيولوجيا للنسق الاجتماعي

أولا: نظرة تالكوت بارسونز

أولا وقبل الخوض في نظرة تالكوت بارسونز سنتعرف على من هو تالكوت بارسونز،هو عالم اجتماع أمريكي معاصر، ولد سنة 1902م بدأ حياته كعالم للبيولوجيا تم تحول الى علم الاقتصاد، وهو من المناصرين لاستخدام المنهج العلمي المستخدم في العلوم الطبيعية في الدراسات الاجتماعية للوصول الى قوانين ونظريات اجتماعية دقيقة ومحددة ويعتبر من المناصرين للاتجاه الوظيفي، تأثر بفرويد صاحب مدرسة التحليل النفسي كما أن اتصالاته العديدة ودراساته المختلفة أثرت في تفكيره العلمي وجعلته بحق من أعظم الكتاب تحليلا للنسق الاجتماعي ويؤمن بارسونز بأهمية التعاون والترابط بين علم الاجتماع والعلوم الأخرى ولهذا أنشأ قسما للعلاقات الاجتماعية في جامعة هارفرد يظم علماء الاجتماع وعلماء النفس والفيسيولوجيين وعلماء البيولوجيا، حيث عالج بارسونز في مؤلفاته قضيتين أساسيتين هما النظرية العامة للفعل ونظرية النسق الاجتماعي وترتبط هاتين النظريتين ببعضهما ارتباطا وثيقا.[4]

يرى بارسونز في نظريته عن الفعل الاجتماعي، أنه نسق معقد من السلوك، يمكن تقسيمه الى أجزاء مختلفة ليمكن تحليلها ودراستها في علاقتها المتبادلة ويحتوي كل نسق من السلوك على فاعل والرموز والقيم التي توجهه، ودراسة كل نسق من السلوك توضح لنا كيف يعمل أو يفعل أو يؤدي وظيفة. ويرى أن كل فعل اجتماعي يشتمل على ثلاث عوامل هي: موجهات الفاعل نحو الموقف وتنقسم موجهات الفاعل الى الدوافع أو القيمة. (الفاعل: فرد أو نسق اجتماعي أو ثقافة ككل. -الموقف: موقف معين أو غاية. موجه الفاعل نحو الموقف أو الغاية: الدوافع والقيم). وعلى هذا كون بارسونز ثلاث أنساق تحليلية هي نسق الشخصية – النسق الاجتماعي –النسق الثقافي.  وتبرز نظرية الفعل الاجتماعي عند بارسونز تأثره بأفكار من درس لهم ولكن وفق صياغة جديدة فكانت تعبيرا عن ثلاثة اتجاهات دراسية تبلورت لديه وهي: التفكير النفعي –التفكير الوضعي –التفكير المثالي. وقد جاء تصور بارسونز للفعل متأثرا بهذه الاتجاهات الفكرية ولكن وفق صياغة جديدة وفقت بين آراء هذه الاتجاهات الفكرية وأكدت على أهمية التنظيم الاجتماعي في ضوء معايير وقيم، وعن طريق التنشئة الاجتماعية السليمة.[5]

في مؤلفه عن "النسق الاجتماعي" نجد بارسونز يقرر أن هناك نسقا اجتماعيا يقوم فيه الأفراد بأفعال تجاه بعضهم البعض، وهذه الأفعال عادة ما تكون منظمة لأن الأفراد في النسق يشتركون سويا في الاعتقاد في قيم معينة وفي أساليب مناسبةيتصرفون بشكل متشابه في المواقف المتشابهة، وهذا ما يحقق الانتظام في المجتمع أو ما نسميه التوازن الاجتماعي وهذا التوازن في غاية الأهمية بالنسبة للمجتمع، ويتحقق هذا الأخير ويتم المحافظة عليه عن طريق أسلوبين هما: 

  1. التنشئة الاجتماعية؛
  2. والضبط الاجتماعي. 

وهاذين الأسلوبين مكملين لبعضهما البعض هدفهما جعل الأشخاص في المجتمع ينصاعونللمعايير التي توجد بالنسق الاجتماعي فإذا ما فشلت التنشئة الاجتماعية فيجعل الأشخاص يتبعون المعايير فإن الضبط الاجتماعي يجبرهم على ذلك والإنسان تجده غير قادر على تغيير هذه الأنساق القيمية ولكن عليه أن يخضع لها ويتكيف معها، فإن حاول الإنسان تغيير هذه الأنساق فإن المجتمع سيصاب بحالة من اللاتوازن.[6]

وقد ذهب بارسونز في نظريته" عن "النسق الاجتماعي" Social System إلى القول بأن لكل مستوى من مستويات الأنساق الاجتماعية مشكلاته النوعية التي تميزه عن غيره من الأنساق، فعندما تحدث بارسونز عن طريقة عمل النسق الاجتماعي ذكر أن كل نسق لا بد أن يجد حلا لعدد من المشكلات، أو أن يواجه على الأقل أربعة مشكلات أو شروط أساسية لكي يستمر في البقاء، وقد أطلق بارسونز على هذه

المشكلات أو الشروط اسم الملزمات الوظيفية [7]أو المتطلبات الوظيفيةFunctionalrequisits وهي:

  1. التكيف  : Adaptation
  2. تحقيق الهدف :Goal Attainment
  3. التكامل: Integration
  4. المحافظة على بقاء النمط وادارة التوتر : Pattern maintenance et tension  management

ويتطلب التكيف مع البيئة أن يقوم النسق الاجتماعي بتأمين التسهيلات والوسائل الاقتصادية الضرورية لحياة أعضاء المجتمع، وتوزيعها من خلال النسق.  ويشير تحقيق الهدف إلى مشكلة تحديد الأولويات بين أهداف المجتمع والاستخدام الأمثل لموارد النسق من أجل تحقيق هذه الأهداف، ويعني التكامل ضرورة التنسيق بين أجزاء النسق الاجتماعي و المحافظة على العلاقات الداخلية بين هذه الأجزاء.

أما مشكلة المحافظة على النمط وإدارة التوتر، فتشير إلى ضرورة أن يتأكد المجتمع من أن أعضاءه تتوافر فيهم الخصائص المناسبة لتحقيق الالتزام الضروري بالقيم الاجتماعية، كما تشير هذه المشكلة إلى ضرورة التعامل مع التوترات الداخلية والضغوط، أي أن يكون أعضاء المجتمع قادرين على خفض التوتر وإدارة التوترات الانفعالية التي يمكن أن تظهر بين الأعضاء خلال التفاعلات الاجتماعية اليومية.
ونجد أن الملزمات و المتطلبات الوظيفية السابقة وهي: التكيف، وتحقيق الهدف، التكامل، والمحافظة على بقاء النمط وإدارة التوتر، هي من وجهة نظر التحليل الوظيفي تعد أساسية وعالمية في جميع الأنساق الاجتماعية، ذلك لأن الفشل في إنجاز هذه الملزمات أو المتطلبات يؤدي إلى تعرض النسق الاجتماعي إلى الانهيار، وتشكل المتطلبات الوظيفية مشاكل محددة يتعين على الأنساق الاجتماعية حلها من أجل المحافظة على بقاء المجتمع.[8]

ویری بارسونز النظام الاجتماعي للفعل على اعتبار أن له حاجات لا بد أن تلبى إذا ما أريد له البقاء والاستمرار، وأنه يتكون من عدد من الأجزاء التي تعمل لتلبية تلك الحاجات، وهو يرى أن كل الأنساق الحية تسعى لأن تكون في حالة التوازن، حالة من الاستقرار والعلاقات المتوازنة بين أجزائها المختلفة.[9]

ثانيا:ميشيل فوكو:

إن البحث في مسألة الفرد والمجتمع تعد منطلق كل فلسفة وغايتها فكل الأسئلة تتخذ من الفرد منطلقها وغايتها حيث قدم فوكو في كتابه العناية بالذات تحليلا لمرحلة هامة من تاريخ الإنسانية كلحظة جوهرية لفهم تاريخ العلاقات الإنسانية الراهنة فمن خلال المنهج الجينالوجي والأركيولوجي،  عمد فوكو الى تفكيك مختلف الأنظمة الفكرية التي وجهت مسار الفرد عبر التاريخ وعمد الى الحفر في أعماق الانسان داخل مجاله الحيوي بما يحوي من مسكوتات ربما تكون على حافة الوجود اليومي للإنسان اللاسوي المهمش المنعوث دوما خارجا عن الانتظام الاجتماعي والسياسي من لدن سلطة مهيمنة عليه وعلى ما يجاوره، ويعبر عنه في أشكال ثقافية كجهد رامز الى مكبوتاته قديما وحاضرا، حدا لا ينتهي فعله في التاريخ والوجود. 

سعى فوكو الى التوغل داخل النسيج الاجتماعي من أجل كشف الشروط التاريخية التي أرست فعل الاقصاء والهيمنة وتقصي الحقائق ويوجه نظرنا نحو اليومي نحو المسكوت عنه ودون أن نتنكر إليه لأنه جزء لا يتجزأ عن كينونتنا لهذا يجب البحث عنه خلف ما يرى وما يمارس وإزاحة الستار عنه، عاد فوكو الى اليونانيين كشفا وتنقيبا في تاريخ العلاقات الإنسانية وأن يتساءل عن سبب انفصال الفن في مجتمعاتنا، ألا يمكن أن تكون حياة كل فرد تحفة فنية إن ما أراد فوكو أن يستعيده من الثقافة اليونانية الرومانية هو قدرة الفرد على قيادة ذاته لأن أرقى ما تحققه حكمة الفيلسوف هو الكيفية التي يتمكن بها من توجيه سلوكه وسط الآخرين، إن لم يكن قادرا على توجيه نفسه وانفعالاتها وأهوائها وأحوالها أن اتيقا الوجود دعوة الى الاقبال على الحاضر والمستقبل دعوة خالية من كل أصل واقعي باختراق الصعوبات المتراصة والألوان المتشابهة والشروع مجددا في الاهتمام بالذات بما هي إبداع لا ينضب وتقوم هذه الاتيقا على مبدأ الاعتدال والاتزان على مستوى الجسم والنفس.

يجب على الفرد أن يتكيف معها وأن يشارك في بلورتها عن طريق المساهمة الإيجابية التي تتطلب اليقظة والمراقبة المستمرة للجسم والنفس، لذلك اقترن الطب عند اليونان بتوضيح الجوانب التي تنتج عن الافراط في الملذات والتي قد تؤدي الى تبديد طاقة الانسان أو هلاكه إن هذا ما تتسم به جل الضوابط التي تفرض على كل فرد اتباع نظام معين للمتعة والانجاب بتحديد سن للزواج سواء للمرأة أو الرجل وهذا كفيل وحده للحفاظ على تماسك العلاقات الاجتماعية وبعدم خرق الأواصر الأساسية التي تبنى عليها الأطر الاجتماعية، ان تثمين العلاقات الزوجية ليس تعبير على الاهتمام بالآخر من خلال الاهتمام بالذات، وبالتالي هناك علاقة عضوية ترابطية بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، وان اهتمام فوكو بهكذا وقائع ليس الاهتمام بالراهن لأنه يسائل هذه الوقائع ليسائل المجتمع الحديث المعاصر بمعارفه وسلطاته وذواته كيف تعمل كيف تحاصر وتدجن وكيف تنتج المجتمعات الأجساد الطيعة، كيف توزع المتع والخطابات كيف تمارس السلطات وتشهر بها كيف تعد التحرر وتقنن الاستعباد كيف ترفع اهتمامها عاليا بالحياة وتنظم الإبادة الجماعية وتبيح المحرقة.

إن عودة فوكو الى اليونان واستحضار أسلوب عيش الأفراد في هذه المجتمعات ليس دعوة لنحدو حدوهم تقليدا، ولكن هذه المرة ابتكارا وتجديدا أن يبتكر الأفراد أسلوب عيش لا يقل قيمة عن الأقدمين أو كما يقول دولوز أن يكتشفوا الوجود الجمالي، انها القاعدة الاختيارية للإنسان الحر وأن يكون الانسان سيد اختياراته إن الفرد بما هو كائن مستهدف من قبل سلطة بات لزاما عليه فك هذا الارتباط الذي يتحقق بتحويل حياته الى قطعة فنية الى فن صناعة الانسان، حيث تلتقي الجرأة بعملية الابداع الفني وهنا يجب الإشارة الى الحاجة لثقافة جديدة تحمل في طياتها بذور هذا التوجه الخلاق، وفهم أهمية الحاضر في عملية بناء تحضر المستقبل فالماضي هو الشيء الذي يبدده الحاضر، الحياة بمقاومة هذه السلطة التي تسري بجسم المجتمع الحديث والمعاصر بدل الاستسلام.

ثالثا: نظرة نيكولاس لومان. 

نيكولاس لومان ولد في  8 ديسمبر 1927،وتوفي 6 نوفمبر 1998، وهو عالم اجتماع ألماني متخصص في إدارة النظم الاجتماعية، ومؤسس لنظرية النظم الاجتماعية،وتستند هذه النظرية على اتباع نهج متعدد التخصصات الاجتماعية التي تؤدي إلى إنتاج وتحاليل متعددة: اللغوية والفلسفية والأدبية، والتدريس والقانون والاقتصادي والبيولوجيا، ولاهوتية، وتخصص في نهاية حياته لتحليل ظواهر وسائل الاعلام.

نظر لومان إلى نظرية بارسونز باعتبارها حدثا تاريخيا هاما، و دلك لأنها تمثل المحاولة الوحيدة التي قدمت إنتاجا نظريا، ويعتقد لومان أن نظرية بارسونز تفتقد إلى مفاهيم مرجعية الذات ، وكدلك تخلوا من التعتيد، وتمثل مراجعة الذات عند لومان ظرفا لعمل النسق بطريقة فعالة، و أن النسق قادر على ملاحظة ذاته، وأن ينعكس على ذاته وعلى ما يفعله، وأن يستطيع كدلك أن يتخذ قرارات نتيجة لهذا الانعكاس، وتمتلك الأنساق المراجعة للذات القدرة على رسم الخطوط الكبرى لهويات ذاتها ، وكدلك القدرة على وصف ذاتها من خلال وضع حدود حسب ما تكون وما لا تكون، بمعنى آخر يمكن القول بأن النسق يمتلك استقلالا بنائيا.

يرى نيكولاس أيضا أن النسق الاجتماعي ينبثق حيثما وجد تفاعل بين الأفراد، وحيثما كانت هناك أفعال ذات معنى لعدة أشخاص، وكانت هده الأفعال مترابطة، ومن ثم تكون منفصلة عن البيئة، وحسب ما يرى نيكولاس هناك ثلاثة أنماط من الأنساق الاجتماعية وهي:

  1. أنساق التفاعل: تفاعلات الوجه للوجه للبشر.
  2. أنساق التنظيم: حيث يتم ربط العضوية بظروف محددة.

الأنساق الاجتماعية: كل ما يطوق النسق الاجتماعي، والمجتمعات الكلية. ويشير نيكولاس إلى الجوانب السلبية أي المعيقات الوظيفية، ويرى أن المجتمع يواجه تحديات النتائج التامة لخياراته البنائية، مثل المشكلات البيئية الناتجة عن عقلانية، ويشير كذلك إلى تنامي الإدراك بالمخاطر الكونية المنبعثة من المشكلات البيئية المعاصرة والانزعاج منها، والنضال من أجل الحفاظ على مستوى الرفاه الاجتماعي.

من إعداد: شيماء بن تواحيت، حسناء المسلوت، خديجة تاكنانت، ريم سكور، زين العابدين البداوي

المصادر:

[1]- نظريةالأنساقالعامة https://ejtema3e.comتمت زيارته يوم 20/12/2022 على الساعة 22:30.

[2]- علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز بين نظريتي الفعل والنسق الاجتماعي- دراسة تحليلية نقدية-محمد عبد المعبود مرسي - الاستاذ المساعد بقسم الاجتماع كلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم.

[3]- الموقع الإلكتروني https:qawaneen.blog spot.comتمت زيارته يوم 20/12/2022 على الساعة 21:00.

[4]  -محمد عبد المعبود مرسي، علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز بين نظريتي الفعل والنسق، الطبعة الأولى 2001.

[5] - نفس المرجع السابق.

[6] - طلعت إبراهيم لطفي، كمال عبد الحميد الزيات ، النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، الطبعة الأولى دار الغريب القاهرة،ص72.

[7]  -أيان كريب، النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، ترجمة : محمد حسين غلوم، مطابع الوطن، الكويت، ص74

[8]- طلعت إبراهيم لطفي، كمال عبد الحميد الزيات، النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، الطبعة الأولى دار الغريب القاهرة، ص78.

[9]- أيان كريب مرجع سابق، ص68.

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في الموضوع

أحدث أقدم