على مر عقود
من الزمن شكل السلوك الاجتماعي للمجتمع موضوعا للدراسة من قبل عدد من المباحث العلمية
النفسية، والاجتماعية، والقانونية والانتروبولوجيه وغيرها الكثير من العلوم التي اهتمت
بالظاهرة الإنسانية عامة. وقد عملت بعض الدراسات الفيزيولوجية والاجتماعية على تعريف
السلوك الاجتماعي معتبرة إياه أنه السلوك الموجه نحو المجتمع أو الذي يجري بين الأعضاء
من نفس النوع وقد اعتبر السلوك الاجتماعي مظهرا أو نوعا من أنواع التواصل في التجمعات
والمجتمعات الإنسانية والسلوك الاجتماعي بمختلف أنماطه وصوره له عده ابعاد تتأرجح بين
المقبولة وغير المقبولة وعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى سلوك التضامن والتعاون داخل
المجتمع أو بين بعض من أفراده بعد ونمط مقبول من السلوك الاجتماعي في حين قد نجد صورا
أخرى من التفاعلات السلوكية غير المقبولة كالعدوان والعنف أو النصب والاحتيال باعتبارها
سلوكا قد تظهر في مجتمع معين ولكنها ذات ابعاد غير مقبولة، عملنا على تسميتها بالسلبيه
في هذه الورقه البحثيه.
وسنحاول
من خلال هذا المحور ان نبحث في سؤال: كيف يمكن ان يكون الاعلام مصدرا لسلوك اجتماعي سلبي؟
وللاجابه
على هذا السؤال حاولنا البحث في تفاصيله من خلال تتبع مظهرين من مظاهر السلوك الاجتماعي السلبي التي يغذيها الاعلام؛ يتعلق الامر هنا بسلوك العنف والجنس والاستهلاك.
معتمدين
في ذلك على ثلاث مراجع أساسية للدكتور محمد عباس نور الدين.[1] وهي:
- كتاب التنشئة الأسرية، رؤية نفسية اجتماعية تربوية لعلاقة الأسرة بأبنائها والإشكاليات التي تطرحها.
- انحراف الأطفال والشباب رؤية نقدية نفسية اجتماعية لواقع ظاهرة الجنوح وكيفية التصدي لها.
- قضايا الشباب في المجتمع المعاصر.
لقد أكدت العديد من الدراسات الغربية المتعلقة بموضوع
الإعلام، أن وسائل الإعلام سواء التقليدية منها أو الحديثة لديها آثار سلبية على
حياة الأطفال النفسية و الاجتماعية، لا سيما تلك المتعلقة بالانفعالات و السلوكيات
و القيم. و هذا التأثير السلبي يكون أكثر حدة حين يتعلق الأمر بالطفل الذي تعوزه الخبرة ذات الصلة بالقدرة على التمييز
بين المتخيل و الواقع، و على إعمال الحس النقدي فيما يستهلكه من مواد إعلامية.
إن الدور
الذي تلعبه وسائل الإعلام في رسم وتحديد سلوك الإنسان هو دور تعزيزي تكميلي لمجموعة
من العوامل الأخرى التي توجه السلوك وتحدده
بحيث اعتبرت دراسات لازارسفيلد Lazarfeild أن تأثير وسائل الإعلام
على سلوك الفرد والجماعة ليس حاسما ويجب أن يدرس في إطار أهم بوصفه تأثيرا وظيفيا يأخذ
بعين الاعتبار عوامل أخرى تشارك في تحديد السلوك لا سيما شخصية الفرد المتلقي للرسالة
الإعلامية والظروف التي يستقبل بها هذه الرسالة وخصائص الرسالة ثم الوسيلة الإعلامية.[2]
التفسير الوظيفي
في هذا المعنى لا ينفي الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التأثير على سلوك الفرد والجماعة
إلا أنه يعتبر هذا الدور مجرد متغير يساهم مع متغيرات أخرى في إحداث التأثير وقد يكون
دور وسائل الإعلام في بعض الحالات بارزا إلا أنه يظل دور مكمل لعوامل أخرى لإحداث التأثير.[3]
في دراسة
عن أثر برامج العنف والجريمة على الناشئة بدوله الكويت تبين أن هناك علاقة بين مشاهده
التلفزيون كوسيلة ترويحية أولى وبين حالات الرسوب وحالات الغياب المدرسية مما يبعث
على الاعتقاد أن التلفزيون مسؤول عن هذه المنحة وأنه يمحو في المساء ما يتعلمه التلميذ
خلال النهار وهكذا يظهر التلفزيون بمثابة العدو اللدود للمدرسة بحجه إعاقته لها في
أداء رسالتها التربوية وأعاقه الجهود التي يبذلها المعلمون والأساتذة لتأهيل التلاميذ
والطلاب وتوجيههم التوجيه السليم.[4]
إن الآثار السلبية لوسائل الإعلام على الطفل تتمثل
بالخصوص في ثلاثة مجالات: العنف، الجنس والإشهار.
لقد أخذت وسائل الإعلام حيزا مهما في حياتنا اليومية، حيث أضحت تمارس تأثيرا مهما لا سيما على الأطفال ولكن ليس دائما في الاتجاه الإيجابي، وذلك عن طريق الصور المتخيلة أو الواقعية التي تبثها على مدار اليوم، مما قد يؤدي إلى حدوث سلوك عنيفة عند هذه الفئة من المجتمع. الأمر الذي يدفع إلى طرح التساؤل؛ هل ثمة فعلا علاقة ارتباطية بين المادة الإعلامية التي تحمل في ثناياها مظاهر وسلوك العنف، وممارسة العنف في الواقع؟ أم أن هناك عوامل أخرى تحفز بروز السلوك العدواني لدى الأطفال؟
ثمة العديد من النظريات التي تفسر العلاقة بين عدوانية
الأطفال و ما يستهلكونه من مواد إعلامية؛ من ضمنها النظريات الأربع السائدة:
نظرية
التطهير: مشاعر الإحباط تتراكم
داخلنا في حياتنا اليومية، و هذه الإحباطات تطلق او تفرغ بشكل بديل عن طريق مشاهدة
سلوك العنف؛
نظرية
المؤشرات العدوانية: التعرض
للعنف على شاشة التلفزيون يرفع مستوى الاثارة عند المشاهد؛
نظرية
التعزيز و التدعيم: تتوافق
مع النظرية السابقة؛ حيث تعتبر أن العنف في وسائل الاعلام يعزز السلوك القائم
بالفعل داخل الفرد، و يمكن في صلب هذه النظرية الاحتمال بأن الشخص العنيف، بسبب
نوازع العنف داخله، يرى السلوك العنيف على انه تجربة حياة حقيقية، بينما يرى الشخص
الذي لا يميل للعنف أن الأمر مجرد تسلية و ترفيه؛
نظرية التعلم من خلال الملاحظة: تشير الى أن الفرد يمكن ان يتعلم سلوك العنف من خلال مراقبة أو مشاهدة برامج العنف.
مشاهد العنف والعدوان في وسائل الإعلام:
أثارت منذ سنوات الخمسينات، مشاهد العنف انشغال وقلق
المنظرين في المجال؛ حيث توصلت مجموعات البحث إلى الاستنتاج بأن مشاهد العنف في
التلفزة لها آثار سلبية على المشاهدين الصغار، لكونها تنمي لديهم مواقف وسلوكات
عدوانية، تشجع على العنف و تثير لديهم هاجس الخوف من الوقوع ضحية هذا العنف. حيث
استخلصت إحدى الدراسات أن مشاهد العنف التي يراها طفل دون 8 سنوات ترفع من احتمال
أن تكون لديه في المستقبل سلوكات إجرامية؛ ذلك أن المشاهدة المتكررة لشخصيات تلجأ
للعنف (بما فيها شخصيات الرسوم المتحركة)، يمكنها أن تؤدي بالطفل إلى تعلم
"سيناريوهات العنف" التي يخزنها في ذاكرته و يسترجعها لحل مشكلاته لا
سيما عندما يتعرض لحالات الإحباط. حينها ترتفع نسبة احتمال وقوع اعتداء عوض ردة
فعل مقترنة بضبط النفس.
وحسب دراسة للباحث الأمريكي George COMSTOCK،
فإن الطفل عند بلوغه 18 سنة، يكون قد شاهد في المعدل أكثر من 000 10 جريمة قتل في
التلفزة.
وتجب الإشارة، إلى أن جمهور الأطفال ليست لهم نفس ردود
الأفعال إزاء ما يستهلكون من مواد إعلامية؛ فالأكثر عرضة للانحراف الأطفال الذين
يعيشون في بيئة تشجع على ذلك، والذين يدمنون على مشاهدة العنف في وسائل الإعلام.
فضلا على أنه بحسب الدكتور عبد العزيز الغازيي، فإن دوافع السلوك الذي يصدر عن
الأطفال المراهقين أو الراشدين تتلخص بمجموعة من العوامل الداخلية التي تشمل
الوراثة والجهاز العصبي و المزاج، وأيضا العوامل الخارجية و هي إما عضوية تتعلق
مثلا بسوء التغذية و كذا نقص الأكسجين أو نفسية اجتماعية ترتبط بالبنيات و الأنظمة
الاجتماعية والثقافية و التربوية للطفولة و النزاعات والخلافات و التوترات
الاجتماعية؛ حيث أن كل واحد من هذه العوامل له أهمية في حدوث السلوك العنيف.
وعلي صعيد
الدراسات العلمية الخاصة بعلاقة كل من تلفزيون والسينما بالسلوك المنحرف غالبا ما تطرح
هذه الدراسات مسألة التأثير الذي يمكن أن تتركه مشاهد الجنس والعنف والأجرام وكذلك
القيم المتعارضة مع قيم الأسرة والمجتمع على السلوك الإنساني لا سيما السلوك الحدث
والنتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات تراوحت بين ثلاثة مواقف رئيسية الأول يجزم
بوجود علاقة بين السلوك المنحرف وبينما يعرض التلفزيون والسينما من برامج وأفلام، وثان
يقول على العكس من ذلك بأن التلفزيون والسينما يلعبان دورا إيجابيا إذ إنهما يقللان
من إمكانية انحراف المشاهد ولجوئه إلى السلوك الإجرامي أما الثالث وهو موقف وسط فإنه
يهون من التأثير الضار لكل من تلفزيون والسينما على اعتبار أنه لا يمكن الحديث عن هذا
التأثير الا بالنسبة للافراد الذين لديهم استعداد للانحراف بحكم ظروفهم البيئيه وتنشئتهم
الاجتماعيه وحالاتهم صحية والنفسيه وهؤلاء الافراد لا يمكن اخذهم بعين الاعتبار كمعيار
يعتمد على قياسه لان الفرد السوي هو الكفيل بفرش المعيار الحقيقي وليس العكس.[1]
لقد حمل الفيلسوف
البريطاني كارل بوبر في معرض تحليله لجريمة طفلي ليفربول وسائل الإعلام ولا سيما التلفزيون
مسؤولية الجريمة التي أقدم عليها الطفلان خاصة بعد أن تبين أن الطفلين يدمنان على مشاهده
أفلام العنف والجريمة سواء في التلفزيون أو السينما.
إن إشكاليه
العلاقة بين مشاهد العنف والإجرام التي تبثها وسائل الإعلام وبين العنف الذي يمارسه
الأطفال والشباب شغلت في الواقع بال كثير من الباحثين والمتخصصين في مجالات الاجتماع
والتربية وعلم النفس دون أن بتوصلها هؤلاء إلى نتيجة حاسمة فيما يخص هذه العلاقة ورغم
ذلك فإن هؤلاء المتخصصين يقرون في معظمهم بوجود علاقة غير مباشرة بين العنف الذي تبثه
وسائل الإعلام وبين الانحراف الذي يرتكبه الأطفال والشباب في الواقع خاصة إذا كانوا
يعيشون أوضاعا اجتماعية واقتصادية وثقافية سيئه تجعلهم اكثر مينا للتاثر السلبي بما
تبثه وسائل الاعلام.[2]
بالإضافة إلى ذلك فإن التأثير السلبي الذي تتركه وسائل الإعلام في الأطفال والشباب لا يتجلى فقط في مشاهد العنف التي تبثها وسائل الإعلام باستمرار وإنما أيضا في تلك المشاهد التي تحقن نفس الأطفال والمراهقين بأحلام رفاه غير واقعية لا تلبث أن تصطدم بالحقيقة فتثير فيهم شعورا بالخيبة والإحباط وقد تدفع بعضهم إلى استخدام العنف والانحراف لبلوغ هذا الثراء الوهمي الذي يتعذر عليهم بلوغه بالوسائل المشروعة.[3]
مشاهد الجنس في وسائل الإعلام:
من الانتقادات
التي توجه للتلفزيون والسينما خاصة في المجتمعات المحافظة كالمجتمع العربي أنهما يعرضان
مشاهد جنسيات تثير الغرائز قد تكون سببا في الانحراف خاصة بالنسبة لمئات المراهقين
والمراهقات مما قد يدفع هذه الفئة إلى الانحراف والإجرام.
على اعتبار أن المشاهد الجنسية التي باتت تعرض بشكل كبير جدا في الأفلام ومقاطع الفيديو التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكثر والتي تعتبر بالنسبة لمنتجيها مصدرا للدخل وجلب أكبر عدد من المشاهدات والاشتراكات التي تعتبر أحد أهم عوامل الاستمرار في إنتاج مقاطع الفيديو والمحتوى الخادش للحياء فيكون معروضا لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى في قاعات السينما أو في بيوتنا عبر التلفزيون.
والواقع أن استغلال وتوظيف المشاهد الجنسية في التلفزيون والسينما وغيرهما يختلف باختلاف التصور الذي يتم من خلاله التعامل مع الجنس وبصفه عامه فإن التعامل مع الجنس يتم من خلال منظورين اثنين المنظور الأول لا يعتبر الجنس هدفا في حد ذاته ولا يستغل لأجل آثاره المشاعر الجنسية وإنما يدرج في إطار معالجة العلاقات الإنسانية والتي تعتبر الجنس عاملا مهما في فهم جوانبها وإذا انطلق مخرج الأفلام والبرامج من هذا المنطلق فإنهم لن يحتاجوا للجوء إلى المشاهد الجنسية المثيرة ولن يكونوا مضطرين إلى تخصيص مساحة كبيرة من الفيلم أو البرنامج لهذه المشاهد أما المنظور الثاني الذي يتعامل من خلاله مع الجنس فهو المنظور الذي حافظته الرأسمالية والذي يعتبر المشاهد الجنسية المثيرة وسيلة رئيسية في تحقيق أكبر قدر من الربح المادي وفي هذه الحالة فان مخرجي الافلام لن يحتاجوا الى جهد كبير في انتاج افلامهم ونراهم ينتجون افلاما متشابهه الى حد كبير في موضوعاتها ولا تختلف الا في المشاهد الجنسية المثيرة وفي الممثلين والممثلات الذين يقبلون الظهور في مثل هذه المشاهد.
استهلاك التفاخر في وسائل الإعلام:
يمثل الأطفال الفئة الأكثر استهدافا من طرف الإعلانات
التي تنشر أو تبث على وسائل الإعلام، وذلك باعتبارهم مؤثرين أقوياء على قرارات
الآباء المرتبطة بالشراءات، وأيضا لكونهم مستهلكي المستقبل. و لهذا فإن الإعلانات
الموجهة للأطفال عرفت انتشارا كبيرا في السنوات الأخيرة، بهدف استمالة هذه الفئة
عبر استخدام تقنيات متطورة و التركيز على الجانب الإبداعي على مستوى الألوان والصوت والصورة فضلا عن الإيقاعات
الموسيقية المصاحبة، مما يجعل الإعلانات أقرب إلى وجدان وذوق الطفل، و بالتالي تخلق
لديه الرغبة وتوجه سلوكه الاستهلاكي نحو المواد المعلن عنها والتي قد تكون لها
انعكاسات سلبية على سلامته و صحته النفسية والجسدية.
ان سلوك الاستهلاك التفاخري الذي يعتبره البعض في الوقت
الراهن علامة ومظهر للرقي والتحضر والثراء، يتم اثارته والتشجيع عليه من خلال
تقنيات الإشهار التي تدعوا المشاهد عبر وسائل الإعلام إلى الاقدام عليه.
وقد أجمعت معظم الدراسات على إبراز ظاهرة زيادة
الاستهلاك عبر العالم، خاصة لدى الأطفال، فمثلا في سنة 1989، ارتفعت مشتريات
الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 سنوات و 14 سنة بنسبة 6.1 مليار دولار إلى 23.4 مليار دولار سنة 1997 ليصل إلى
معدل 30 مليار دولار سنة 2002.
و يؤكد هذا الارتفاع المهول، أن الأطفال يشكلون إحدى
الدعامات الأساسية في الاستهلاك، و في هذا الصدد، بين تقرير برنامج رهانات « Enjeux » ،
الذي يبث في الإذاعة الكندية بأن الأطفال الكنديين سنة 2006 قد أنفقوا قرابة 3
مليار دولار من مصروف الجيب l’argent
de poche . إضافة أن الأطفال لهم دور كبير في التأثير على اتجاهات أسرهم في
ما يخص الاستهلاك و الاقتناء. ذلك أن الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 و 12 سنة يؤثرون بصفة كبيرة على قرار الشراء داخل
العائلة بنسبة %45 خاصة فيما يتعلق بالوسائط
السمعية البصرية، و المواد الغذائية، و كذلك اختيار أماكن قضاء العطل،اقتناء
الملابس و التجهيزات المنزلية...
كما أن من بين الآثار السلبية لوسائل الإعلام على
الأطفال في سياق الإستهلاك والإستهلاك التفاخري نجد:
بروز ظاهرة الإلحاح المتواصل (المتكرر)
فقد بينت بعض الأبحاث أن قوة تأثير الإشهار على الأطفال
تكمن في تحول الأطفال أكثر فأكثر إلى مستهلكين حقيقيين، حيث أفرزت ظاهرة يطلق
عليها علماء النفس"الإلحاح المتواصل « Nagging » ، للحصول على ما يرغبون في شرائه، حيث يلجأ
الأطفال إلى اعتماد هذا السلوك للضغط على أبائهم إلى أن يخضعوا لرغباتهم في اقتناء
ما يريدونه، حتى و إن تجاوز ذلك قدراتهم
المادية.
وتؤكد "سوزان لين" « Susan Linn »، في
دراسة لها أجريت على 150 أم لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 8 سنوات، حيث أقرت الأمهات تعرضهن لحوالي 10000 « nag » لمدة أسبوعين أي ما يعادل 66 "نقة بالعامية"
للأم الواحدة و 4.7 "نقة" في اليوم الواحد.
أضحت وسائل الإعلام تمثل ثالث قطب تربوي بعد الأسرة ثم المدرسة، هذه الوسائل يمكن توظيفها في المجال البيداغوجي، فيكتسب الأطفال بواسطتها مستوى معرفي مهم، لكن في نفس الوقت ترسخ في ذهنهم أن العنف شيء عادي، لاسيما أن هذه الفئة ليست لديها القدرة على التمييز ما بين الواقعي و الافتراضي، الأمر الذي يتطلب يقظة الآباء و المربين و ممارسة دورهم المرتبط بالمراقبة والتوجيه. على المؤسسات الإعلامية أيضا أن تحرص على عدم نشر أو بث مواد إعلامية تطبع مع سلوك العنف، و التركيز على تقديم محتوى جيد يساهم في تنمية مهارات الطفل و صقل قدراته الشخصية. كما على الدولة من خلال مؤسساتها المختصة (مثل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب) أن تضطلع بدور فعال في مراقبة محتوى المواد الإعلامية خاصة تلك الموجهة للأطفال.
بقلم: نعمان حمداوي
[1] للدكتور محمد
عباس نور الدين حاصل على دكتوراه الدولة في علم الاجتماع ودبلوم عالي في التربية
وعلم النفس، شغل عدة مناصب منها: أستاذ التعليم العالي بكلية علوم التربية والمعهد
الملكي لتكوين الأطر –سابقاً- كما عمل مديراً بالمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي
مكلفاً بالأبحاث والدراسات.
[2] رشتي (جيهان أحمد)، الاسس العلميه لنظريات الاعلام دار الفكر العربي الطبعه الثانيه 1978 القاهره الصفحه
565 وما بعدها.
[3] محمد عباس نور الدين انحراف الاطفال والشباب ورؤيه نقديه نفسيه اجتماعيه لواقع ظاهره الجنوح وكيفيه التصدي لها شركه النشر والتوزيع المدارس الطبعه الاولى 2004 صفحه 168.
[4] الدوري عدنان جناح الاحداث منشورات دار السلاسل الكويت 1984 صفحه 299.
[5]المرجع السابق180 .
[6] جوش حيرهارد وسائل الاتصال بالجماهير هل تخلق الاتجاه الى الجريمه المجله الدوليه للشرطه الجنائيه (انتروبو) بريل 1979 الصفحه 134.
[7] سحاب فكتور ازمه الاعلام الرسمي العربي دار الوحده بيروت 1985 الصفحه 66.