يعتبر التواصل مع الأبناء من أهم المهارات التي يحتاجها الأهل لضمان
تطور أبنائهم ونموهم بشكل صحيح، وذلك من خلال فهم حاجاتهم وتلبية احتياجاتهم
النفسية والعاطفية والاجتماعية. في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية التواصل مع
الأبناء بفعالية وفهم حاجاتهم.
1-
الاستماع الفعال: يعد الاستماع الفعال أحد أهم الأساليب لفهم حاجات الأبناء والتواصل
معهم بفعالية. عندما يحدث الأبناء، يجب على الآباء والأمهات الاستماع إليهم
بتركيز، وعدم التدخل أو الانقطاع في حديثهم. كما يجب عليك التأكد من فهم ما
يقولونه والتحقق من ذلك بطريقة حسنة.
2-
التعبير عن المشاعر: يجب على الآباء والأمهات التعبير عن مشاعرهم بشكل صريح وصادق أمام
أبنائهم، مثل الحزن أو الفرح أو الخوف، وذلك لأن هذا يساعد الأبناء على فهم
العواطف وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.
3- الاتصال بالأبناء بشكل
دوري: يجب على الآباء والأمهات الاتصال بأبنائهم بشكل دوري ومنتظم، وذلك
للحفاظ على الاتصال الجيد بينهم ولمعرفة ما يجري في حياتهم. يمكن الاتصال بالأبناء
عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني أو حتى الرسائل النصية القصيرة.
4- تقديم الدعم النفسي
والعاطفي: يجب على الآباء والأمهات تقديم الدعم النفسي والعاطفي لأبنائهم، وذلك
لأنه يساعد الأبناء على تطوير شعور بالثقة.
5-
تشجيع الحوار البناء: يمكن تشجيع الحوار البناء بين الآباء والأبناء عن طريق إدخال بعض
الأسئلة المفتوحة، والتي تساعد الأبناء على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل
أفضل. كما يمكن تشجيع الحوار البناء عن طريق التحدث عن أمور مهمة ومثيرة للاهتمام.
6-
الحفاظ على الاتصال غير اللفظي: يمكن الاتصال بالأبناء
بطرق غير لفظية، مثل لمس الكتف أو الضحك أو الابتسام، وذلك لأن هذه الإيماءات
تساعد الأبناء على فهم العواطف بشكل أفضل.
7-
إدارة الاستجابة العاطفية: يمكن أن تتطلب الأمور المحددة استجابة عاطفية، ومع
ذلك يجب على الآباء والأمهات إدارة هذه الاستجابة بشكل صحيح، وعدم السماح للعواطف
بالسيطرة عليهم، وذلك من خلال الاسترخاء والتفكير في كيفية التعامل مع الموقف بشكل
أفضل.
باختصار،
فإن التواصل الجيد مع الأبناء يتطلب الاستماع الفعال والتعبير عن المشاعر والاتصال
بشكل دوري وتقديم الدعم النفسي والعاطفي وتشجيع الحوار البناء والحفاظ على الاتصال
غير اللفظي وإدارة الاستجابة العاطفية بشكل صحيح. تطبيق هذه الأساليب يساعد الآباء
والأمهات على فهم حاجات أبنائهم وتواصلهم معهم بفعالية ونجاح.
تشير
الأبحاث العلمية إلى أن التواصل الجيد بين الآباء والأبناء له تأثير كبير على صحة
وسلوك الأبناء. فالتواصل الجيد يساعد الأبناء على بناء الثقة بالنفس والشعور
بالرضا والاستقرار العاطفي، كما يحفزهم على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي
والتفكير الناقد وحل المشكلات بشكل فعال.
علاوة
على ذلك، فإن الدراسات تشير إلى أن التواصل الجيد بين الآباء والأبناء يقلل من خطر
الاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الأطفال، مثل الاكتئاب والقلق والتصرفات
العدوانية والمشاكل السلوكية. وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن الآباء الذين يتواصلون
بفعالية مع أطفالهم يمكنهم الحصول على معلومات مهمة حول حاجات ورغبات أبنائهم،
وذلك يساعدهم على تلبية احتياجاتهم وتوفير الدعم النفسي والعاطفي اللازم
لهم.
بشكل عام، فإن العلم يؤكد على أهمية التواصل الجيد بين الآباء والأبناء، ويشير إلى أنه يعتبر عاملاً حاسماً في تأثيره على الصحة النفسية والسلوكية للأطفال. باختصار، فإن التواصل الجيد مع الأبناء يتطلب الاستماع الفعال والتعبير عن المشاعر والاتصال بشكل دوري وتقديم الدعم النفسي والعاطفي وتشجيع الحوار البناء والحفاظ على الاتصال غير اللفظي وإدارة الاستجابة العاطفية بشكل صحيح. تطبيق هذه الأساليب يساعد الآباء والأمهات على فهم حاجات أبنائهم وتواصلهم معهم بفعالية ونجاح.
المصادر:
يمكن العثور على العديد من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى
أهمية التواصل الجيد بين الآباء والأبناء على الصحة النفسية والسلوكية للأطفال على
مواقع عدة، منها:
"Parent-Child Communication"، من مركز مكافحة الأمراض والوقاية
منها الأمريكي (CDC):
https://www.cdc.gov/healthyyouth/protective/parent_child_communication.htm
"The Importance of Parent-Child Communication"، من موقع Verywell
Family:
https://www.verywellfamily.com/the-importance-of-parent-child-communication-1094873
"Effective Communication With Children: Tips and
Practice"،
من موقع Healthline:
https://www.healthline.com/health/parenting/effective-communication-with-children
"Parenting and the Promotion of Children's Resilience
to Stress"،
من مجلة الأمراض النفسية الطفولية والمراهقة Journal of Child Psychology
and Psychiatry:
https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/jcpp.12300
"Parent-Child Communication and Child Psychopathology:
A Meta-Analysis"،
من مجلة النفس التطوريةDevelopmental Psychology):
https://psycnet.apa.org/record/2017-49412-007