أولاً: الآثار النفسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
مكنت وسـائل التواصـل الاجتماعي مسـتخدميها من إنشـاء هويات زائفة وعالقات سـطحية، وتسـببت في إصــابة بعض أفراد المجتمع بالاكتئاب، وهي أداة تجنيد رئيســية للمجرمين والإرهابيين حيث أشار آميدي 2015, Amedie إلى أن الجماعات المتطرفة والإرهابية تستخدم وسائل التواصل كأداة للتجنيد والانتساب لها والتي غالبا ما ينضم إليها بسهولة الأفراد الذين يعانون من العزلة والمشــاكل العاطفية، كما إن وســائل التواصــل الاجتماعي قد تُعرض التماسـك الاجتماعي للانهيار وتدمر أنظمة القيم التقليدية الخاصـة بنا؛ حيث باتت تسـهم إسـهاماً كبيراً في عملية التنشـئة الاجتماعية، ونقل القيم وتعزيزها وغرسـها؛ لأنها وسـيلة من وسـائل الاتصال الثقافي.
لقد أشـار العـالم النفســــي هوفمـان Hofman عنـد حديثـه عن الأبناء وتأثير وســــائل العالم عليهم إلى "أن الأبناء عندما يقفون أمام أجهزة الإعلام فإنهم كقطعة إسفنج التي تمتص ما تتعرض له، ويؤكد على أولوية تأثير وسـائل الإعلام على غيرها من مؤسـسـات التنشـئة"، كما دلت أغلب الأبحاث إلى أن "الأطفال يقلدون ما يشــاهدون من عنف وعدوان في القصــص الســينمائية والتليفزيونية، وأن مواقف القلق المعتمدة في القصـــص لجذب المشـــاهدين تثير في نفوس الأطفال أنواعاً مختلفة من القلق، ومن الآثار الواضــحة لوســائل الإعلام على التنشــئة الاجتماعية للأطفال إشــاعة ســلوك اللامبالاة التي تعكس ثقافة مجتمعات مغايرة أحيانا.[1]
اشارت
عدة دراسات ان من الامور التي يجب التنبه لها ان الاطفال يستجيبون مباشره للاحداث محفزه عاطفيا التي تصورها وسائل التواصل الاجتماعي حيث تؤدي المشاهده المفرطه للفيديوهات والصور الى حدوث مشكله سلوكيه لدى الاطفال السلوك العدواني والافكار العدوانيه والمزيد من المشاعر الغاضبه وتقليل سلوكيات المساعده وزياده الخوف والغش والكذب والسرقه والصراخ.
ثانياً: الآثار الصحية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
تنوعت
الدراسات العلمية التي تعالج الآثار الصحية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الآثار السلبية والآثار الإيجابية، فمن حيث الآثار الإيجابية لوسائل التواصل زيادة الوعي بالمشكلات الصحية وآليات التعامل معها.[2]
حيث أشارت دراسة أن أكثر المواضيع الصحية التي يتابعها المبحوثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي مواضيع الصحة العقلية والنفسية، ثم أمراض الشيخوخة، تليها الأمراض المعدية غير الخطيرة وأقلها متابعة الإسعافات الأولية وصحة المرأة والطفل، كما تحقق هذه الوسائل عددًا من الإشباعات الصحية كالمتعة والسعادة والاسترخاء وزيادة النشاط.[3] وتسهم في توفير الوقت والجهد وزيادة الانتاجية.[4]
وفي
المقابل، نجد أن من الآثار الصحية السلبية تتمثل في طول استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي الذي يؤدي بدوره إلى قلة الحركة التي يمكن أن تخلق مشاكل جسدية بسبب الجلوس غير الصحي أمام الحاسوب أو مشاكل في النظر بسبب الأشعة الناتجة من الشاشة.[5]
كما تؤدي
للخمول الجسماني، والضغط والتوتر النفسي، وقلة التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي. كما أسهمت هذه الوسائل في ظهور العصابات وتجار المخدرات وانتشار الجنس والتعري، وتتسبب في اضطرابات النوم والقلق، وانتشار المزاج السيئ.
[1]الموسـوي، صـادق عباس 2017. التنشـئة الاجتماعية والالتزام الديني. بيروت:
مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي.
[2] أبو زيد، عبد
الباقي وعمار، حلمي 2005، يوليو . أثر تكنولوجيا الاتصال والمعلومات على العالقات الاجتماعية
الالكترونية ومستق بل المجتمعات والشباب في الألفية الثالثة ، ورقة مقدمة في
المؤتمر العربي الأول: الثقافة الالكترونية في البيئة العربية بجمعية الثقافة من
أجل التنمية، محافظة سوهاج، مصر، 315.
[3] أبو طالب، زينب
2013. شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات الصحية لدى الجمهور السعودي.
المجلة العربية للمعلومات والاتصال العدد 9، ص 59.
[4] الكيالني، هاشم
2004 . أثر استخدام الحاسوب المتوا صل على جسم الإنسان: الإجهاد البصري والبدني
المتعلق بأخطاء الاستخدام. المجلة الثقافية، ص 410.
[5] مجذوب، بخيث
2010 . تكنولوجيا الاتصال وتأثيرها على الجمهور العربي "بالتركيز على فئة
الشباب"رسالة ماجستير. جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، الخرطوم، ص19.