يعتبر السلوك العدواني للموظف من المشكلات الشائعة التي تواجه الشركات والمؤسسات. فالموظف العدواني هو الشخص الذي يتصف بالتصرفات غير اللائقة والمسيئة للآخرين، سواء داخل المؤسسة أو خارجها. ويتسبب هذا السلوك العدواني في إحداث أضرار جسيمة على العلاقات بين الموظفين وعلى جودة العمل والإنتاجية في المؤسسة. يجب على المؤسسة أن تعمل على توفير أخلاقيات العمل اللازمة والتي تشمل القيم والمبادئ التي يجب على الموظفين الالتزام بها.
مفهوم السلوك العدواني للموظف وتحليل انواعه:
يشير مفهوم السلوك العدواني للموظف إلى الأفعال أو التصرفات التي تتسم بالعدوانية أو العنف أو العدم احترام الآخرين أو القواعد واللوائح الوظيفية. يمكن أن يتضمن هذا النوع من السلوك عدم التزام الموظفين بسياسات الشركة وإجراءاتها، أو استخدام اللغة الخارجة عن اللياقة والإساءة للزملاء أو العملاء، أو العنف اللفظي أو الجسدي أو العنصرية أو التمييز بين الزملاء أو العملاء، أو إيذاء الممتلكات أو المعدات التابعة للشركة، أو التحرش الجنسي .ويمكن تحليل السلوك العدواني للموظف إلى أنواع مختلفة، ومنها:
- العدوان الجسدي: ويشمل هذا النوع من السلوك اللجوء إلى العنف الجسدي أو التهديد بالعنف الجسدي ضد زملاء العمل أو العملاء أو الجمهور بشكل عام.
- العدوان اللفظي: ويشمل هذا النوع من السلوك الإساءة إلى الآخرين من خلال استخدام اللغة الخارجة عن اللياقة، والإساءة إلى شخصية الآخرين أو إساءة تقديرهم.
- العدوان العاطفي: ويشمل هذا النوع من السلوك التصرف بشكل غير مناسب بسبب العواطف المنفعلة أو الغضب أو الإحراج أو الإحباط.
- العدوان الجنسي: ويشمل هذا النوع من السلوك التحرش الجنسي أو الإساءة إلى الموظفين أو العملاء بشأن جنسهم.
مفهوم أخلاقيات العمل وأهميتها في بناء بيئة عمل صحية ومثمرة:
تتعلق أخلاقيات العمل بالمبادئ والقيم التي تتحكم في سلوك العاملين في المؤسسات والشركات والمنظمات. تتضمن هذه الأخلاقيات المسؤولية والصدق والنزاهة والاحترام والعدالة والتسامح والتعاون والمساواة والحرية والاحترام للخصوصية وحقوق الإنسان والمجتمع بشكل عام.
تعتبر أخلاقيات العمل من أهم عوامل بناء بيئة عمل صحية ومثمرة، حيث تساهم في إقامة علاقات ثقة بين العاملين في المؤسسة وتشجع على التعاون والعمل الجماعي.
كما أنها تساعد على تحسين سمعة المؤسسة وزيادة رضا العملاء والمستثمرين والمجتمع بشكل عام.
وعلاوة على ذلك، فإن أخلاقيات العمل تعمل على تعزيز الالتزام والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، وتحفيز العاملين على الابتكار وتحسين جودة العمل وتطوير المنتجات والخدمات التي تقدمها المؤسسة. وتساعد أيضًا في الحفاظ على الموارد والبيئة والحفاظ على السلامة والصحة والرفاهية للعاملين والمجتمع المحيط بالمؤسسة.
سمات السلوك العدواني للموظف:
تتجلى سمات السلوك العدواني للموظف:
- إحداث فوضى في مكان العمل؛
- الاعتداء على الزملاء؛
- الاحتكاك بالرؤساء وعدم احترامهم؛
- العناد والتحدي؛
- شتم وتحقير الزملاء في العمل.
الآثار السلبية للسلوك العدواني للموظف:
يمكن أن يتسبب السلوك العدواني للموظف في العديد من الآثار السلبية على بيئة العمل والمؤسسة بشكل عام، من بينها:
- تأثير سلبي على العلاقات بين الزملاء: حيث يمكن أن يؤدي السلوك العدواني للموظف إلى إفساد العلاقات بين الزملاء، وخلق بيئة عمل غير مريحة وغير صحية.
- تقليل الإنتاجية وتأثير على جودة العمل: حيث يؤثر السلوك العدواني للموظف سلبًا على الإنتاجية وجودة العمل، ويمكن أن يتسبب في تأخر المهام وتدني جودة العمل
- تأثير على السمعة الخارجية للمؤسسة: حيث يمكن للسلوك العدواني للموظف أن يؤثر على سمعة المؤسسة ويخلق صورة سلبية للمؤسسة في أذهان العملاء والمجتمع
- الخسارة الموظف لثقة الزملاء والمديرين: حيث يمكن أن يفقد الموظف ثقة الزملاء والمديرين فيه بسبب سلوكه العدواني، مما يؤثر سلبًا على مستقبله المهني
- المسؤولية القانونية: حيث يمكن للسلوك العدواني للموظف أن يؤدي إلى مسؤولية قانونية ودفع غرامات أو محاسبة قانونية في بعض الحالات.
الأهداف العامة لتعديل سلوك الموظف:
- مساعدة الموظف على تعلم سلوكيات جديدة غير موجودة لديه. والتي يسعى الموظف الى تحقيقها؛
- مساعدة الموظف على زيادة السلوكيات المقبولة اجتماعياً؛
- مساعدة الموظف على التقليل من السلوكيات غير المقبولة اجتماعيا؛
- نعليم الموظف أسلوب حل المشكلات؛
- مساعدة الموظف على أن يتكيف مع محيطه وبيئته الاجتماعية؛
- مساعدة الموظف على التخلص من مشاعر القلق والإحباط والخوف.
بشكل عام، يعتبر السلوك العدواني للموظف مشكلة تؤثر على بيئة العمل وعلى أداء الموظفين. ومن أجل تفادي هذه المشكلة وتعزيز الأخلاقيات في مكان العمل، يجب على أرباب العمل توضيح السياسات والقواعد، وتوفير التدريب، والتحقق من سمعة الموظفين، وتشجيع الإبلاغ، ومعالجة الشكاوى بشكل فوري. ومن الجدير بالذكر أن الحفاظ على بيئة العمل الإيجابية والملائمة يعود بالنفع على جميع الأطراف، حيث يؤدي ذلك إلى تعزيز الإنتاجية والإبداع والتفاعل الإيجابي بين الموظفين. وبالتالي، يجب أن يكون الالتزام بالأخلاقيات والحفاظ على بيئة العمل السليمة واحدًا من الأولويات العليا لأي مؤسسة أو منظمة.